Bassam Yousef
تم اكتشاف مقبرة جماعية في المزرعة الخاصة بأحد أعضاء مجلس الشعب السوري في مدينة السلمية، عضو مجلس الشعب هذا ” وريس يونس ” تم اختياره ( من القيادة الحكيمة ) لتمثيل الشعب السوري مكافأة له على جرائمه التي ارتكبها بحق السوريين … بالتأكيد هناك مئات الجرائم المشينة التي ارتكبها من يحتلون الصفوف الأولى في القيادات السورية، هذا المنهج الذي اخترعه حافظ الأسد عندما فكر أن أفضل طريقة لبقاء سلطته هي في افساد المجتمع وتسليط المجرمين والقتلة على رقاب المواطنين .
مايصدمك ليس فقط بشاعة الجريمة، مايصدم ويذهل ويجعل من العقل مجرد نكتة تافهة هو ردود فعل الناس على مايحدث .
في 10 شباط 1985 جرى استفتاء على تجديد رئاسة حافظ الأسد لفترة ثالثة. ولأهمية الحدث وعظمته فقد تبارى قطيع العبيد في التعبيرعن الولاء للقائد التاريخي الملهم، يومها أصدر رئيس جامعة “تشرين”، وأمين فرعها لحزب البعث قرارا بإجراء التفقد في كل كليات الجامعة، ومعاقبة من يتغيب عن الحضور مهما تكن أسبابه، ثم أضافوا بندا كان سابقة جديدة فطلبوا من الحرس الذين يقفون على مداخل الجامعة منع خروج أي طالب من حرم الجامعة قبل أن تبلغهم إدارة الجامعة بانتهاء الحفل، وأعطوا الحرس صلاحية إطلاق النار في حال تعنت بعض الطلبة وأصروا على الخروج.
في ذلك اليوم حدث أن أحد الطلاب – وكان قد صوت بنعم لسيادة الرئيس المفدى – قرر بعد أن قام بواجبه الوطني أن يغادر باكرا ليصل إلى قريته، لكن الحرس منعه، وعندما رفض الطالب قرار الحرس بالعودة الى حلقات الدبكة “العفوية” المنعقدة في ساحات الجامعة – والتي كان أمين الفرع ورئيس الجامعة وقسم كبير من الهيئة التدريسية يتراقصون في مقدمتها – قام الحرس باطلاق النار عليه فأصابوه، لكن احدى الرصاصات التي اطلقت اصابت طالبا آخر يقف منتظرا حسم الجدل الدائر فهو أيضا يريد الخروج من الجامعة فأردته قتيلا.
الشاب الذي قتل كان من قريتي، شاب متفوق ومهذب ومسالم وكان لايزال في سنته الأولى في كلية الهندسة المدنية .
عنما سمعت بالخبر كانت جثة الطالب قد نقلت إلى المشفى العسكري، توجهت إلى القرية فورا، كنت أظن أنه يتوجب علي مشاركة أهل قريتي في حزنهم وفي موجة الغضب العارم التي ستنفجر عند وصول الجثمان إلى القرية.
على مدخل القرية قرأت لافتة كبيرة كتبت بعد وصول الخبر وكانت تقول: أهالي قرية الدالية تقدم ابنها ( اسم الطالب ) فداء للسيد الرئيس.
أحسست بالصدمة، لكنني فكرت أن هذه اللافتة هي بالتأكيد فكرة أمين الفرقة وبقية التابعين لأجهزة المخابرات والأهالي بالتأكيد لهم رأي آخر.
توجهت فورا إلى بيت الطالب، كانت الصدمة والفاجعة ترتسم على وجوه الجميع، وفور وصولي تحلق حولي من كانوا في البيت فأنا ابن القرية وفي الجامعة ولا بد أنني على معرفة بكل التفاصيل.
كان أمين الفرقة البعثية من بين الموجودين وعندما رويت الحادثة علق قائلا:
– أنا متأكد أن “محمد ” ( اسم الطالب ) قال نعم للسيد الرئيس.
قلت له مستغرباً:
– نعم هو صوت، لكن لنفرض أنه لم يصوت، ولم يقل نعم فهل يبرر هذا اطلاق النار عليه..؟.
احتقن وجهه ونظر إلي غاضباً:
– نعم اللي بيصوت ضد السيد الرئيس لازم يموت، بس انا متأكد وخبرني رئيس فرع حزب الجامعة أن محمد صوت بنعم… لكن مشيئة الله أرادت أن يصاب بإطلاق النار على الطالب الخائن ( يقصد من كان يصر على الخروج من باب الجامعة) … هداك الطالب يجب أن يعدم.
كنت أنكمش وأغص وألوذ وأشعر بخيبة عميقة وأنا أرى كيف أصبحت “الحياة” هي تفصيل في لوحة علاقة الولاء والوفاء للأب القائد.
لقد سحق حافظ الأسد كرامة السوريين وحقوقهم إلى حد أصبحت فيه حياتهم حقا قابلا للنقاش على ضوء عبوديتهم للقائد ….
جريمة السلمية ستمر كما مرت وستمر آلاف الجرائم غيرها، وقد نتعود بعد فترة عليها لتصبح غير ذي أهمية المهم أن يبقى السيد الرئيس وعصاباته ….
هل تنتظرون انكشاف مجازر بيت سلامة وغزوان السلموني وصقر رستم وفاضل وردة و..و… مئات المجرمين الآخرين …. ؟؟!!.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
١: حقيقة خوف الشعوب المستمر من يصنع جلاديها ؟
٢: ربما ليس بمقدور الكثيرين من البسطاء الاصطدام مباشرة مع جلاوزة النظام ، ولكن ردات الفعل المتأخرة لابد وأن تؤتي أوكلها من خلال التصيّد لرموزه هنا وهناك ، وهذا سيحول خوف الشعب منهم الى خوفهم من الشعب ، فالسكوت الى ما لانهاية يعني استمرار. البطش والطغيان ؟
٢: والان بعد رحيل الاسد وغداً أبنه على الشعب السوري استخراج حتى عظامهم من قبورهم وأجسادهم ونثرها في العراء ، فصراع الشعوب مع هؤلاء صراع وجود وبقاء ؟
٣: وأخيراً …؟
صدقوني رغم كل البطش والارهاب والفشخرة الزائفة ، يبقى الطغاة يعيشون الموت وهم أحياء ، فعليكم ولو بذيولهم المجرمين ، ورحم الله من قال لا ولله أمين ، سلام ؟