اكتشاف كهف السيد المسيح في بلدة عراق الامير بالاردن

قال خبير الأثار والسياحة في الجامعة الهاشمية – كلية الملكة رانيا للسياحة، الدكتور محمد وهيب، في محاضرة, القاها في المركز المجتمعي المسكوني (الخيمة) في عمان, بعنوان “اكتشاف كهف السيد المسيح في الأردن حقائق علمية”, ان نتائج الدراسات والبحث العلمي التي قام بها فريق بحثي من الجامعة بالتعاون مع عدد من المختصين في علم الاثار، ادت الى اكتشاف كهف السيد المسيح في بلدة عراق الامير, وان الاهتمام بالموقع الموجود في بلدة البصة بدأ منذ عام 1974 ادت الى اكتشاف كنيسة بيزنطية في داخل الكهف, ثم كنيسة ثانية امام الكهف، ومقابر كبرى امتدت في تاريخها من العصور البرونزية والكلاسيكية والإسلامية، اذ تم الكشف عن مجموعة من الكهوف والقبور المقطوعة في الصخر, كما ان التنقيبات التي أٌجريت عام 1996 في موقع البردون المقابل للكهف, توجت باكتشاف كنز المسكوكات الفضية بجواره وترجع للعصر الهلنستي, وتم اكتشاف موقع تعميد السيد المسيح، حيث تم الكشف عن بركة مياه مزخرفة كانت تستخدم في الطقوس الدينية المرتبطة بقصر العبد والكهوف المقدسة المجاورة له وكهف البصة, وان تدفق المياه عبر الوادي كان له الاثر الكبير في تشكيل الموقع الديني حيث يرتبط  مباشرة بموقع عماد السيد المسيج من خلال مجرى المياه المتدفق نحو منطقة عين الفجيرة والشدقة ومغاور المقرنات والبمبات عبر وادي النار، وصولا الى تل الصوان وتل ام حذر, وان مياه وادي عراق الامير وكهف البصة تتدفق لتصل الى وادي الكفرين حيث كان يطلق عليه تاريخيا (نهر الاردن الصغير) لتلتقي مع مياه وادي حسبان الذي يطلق عليه وادي الرامة وتلتقي مياه الواديين معا ليتشكل منهما “وادي عربة”, وان الدليل الابرز على نقل مياه عراق الامير وكهف البصة الى موقع عماد السيد المسيح (المغطس) هو الكشف عن قناة مياه فخارية تمتد لاكثر من كيلو متر واحد تنطلق من نقطة التقاء وادي عربة مع وادي الرامة والكفرين، وتتكون القناة من انابيب فخارية ترجع في تاريخها الى العصر البيزنطي واقيم عليها صفايات ومناهل لضمان سلامة وصول المياه النقية الى موقع العماد في تل مار الياس, وان المؤرخين اشاروا الى قصر العبد في هذا الموقع وخاصة المؤرخ جوزيفوس حيث أطلق على المنطقة اسم (تيرو) كما ذكرت بعض الاناجيل القديمة اسم الكهف الذي لجأ اليه السيد المسيح واتباعه بإسم تيرو، مضيفا أن سجلات دائرة الاراضي والمساحة أكدت ان اسم حوض الاراضي التي يتواجد به كهف البصة مطابق لهذه التسمية لغويا ما يشير الى استخدام الاسم عبر العصور، وعليه فقد تطابقت نتائج الاكتشافات العلمية واقوال الرحالة القدامى والمحدثين والكتاب المقدس على اهمية الكهف وارتباطة برحلة السيد المسيح ودعوته في ربوع الاردن, وان حدود بيت عنيا شرقي نهر الاردن كانت تشتمل على عراق الامير وتمتد من نهر الاردن الى الاودية المجاورة التي كانت تعج بكهوف الرهبان مثل وادي الكفرين والرامة وحسبان وشعيب والخرار التي مازالت بقاياها ماثلة للان, اي ان كهف البصة ذو اهمية دينية خلال العصر الروماني وبلغ اوج ازدهاره عندما اعتمده البيزنطيون في الفترة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، ثم استمر استخدامه خلال العصور الإسلامية.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.