اقول لكم ياجماعة الخير

لست متجنيا حين اقول اني اكره رياضة كرة القدم ولكن ليس على غرار ماقاله فضيلة السيد مقتدى الصدر.justiceoverall

لست متحاملا حين اقول اني اكره كل الاصوات الفنية التي تدعي الغناء وهم ” مخنثين” من نافوخهم الى اخمص اقدامهم.

لا تتسرعوا في الحكم،فكلكم حين تشجعون هذا الفريق الرياضي او ذاك تنسون ان حسابكم في البنك لا يتعدى بضعة دولارات بينما اقزمهم لايريد الا المليون في اللعبة الواحدة،لماذا لأن سيادته ضرب الكرة برجله اليسرى او اليمنى لايهم وحقق هدفا لفريقه ورصيدا في حسابه.

تعارك في اوائل العام الماضي الرئيسان المصري والجزائري وكأنهما اولاد شوارع بسبب لعبة قدم واتحداهم اذا تعاركا من اجل كاتب او فنان تشكيلي حجزه احدهما وهو ينتمي للطرف الآخر.

هل من الانصاف ان تموت جميلة بوحيرد من الجوع وهي تبحث عن لقمة لابنها وتحار في كيفية تسديد فاتورة البقالة التي تستلف منها ماتريد.

هل من المعقول ان يوارى فؤاد سالم الثرى بعد ان رقد في مستشفى سوري اكثر من سنة ولا احد سأل عنه ومثله محمد سعيد الصحاف ورافع الناصري ومحمود البريكان و،،و،، وغيرهم.

الا خسئت هذه الرياضة التي تربي العضلات امام الحريم اما العقول فمضمورة ورب الكعبة.

وحين خرج علينا الشاب خالد باغنيته “ديدي وا” لم يصدق ان شعوبا بهذه السخافة تعيد اغنيته في حفلات الزواج والكباريهات وعلى فراش الزوجية،لم يحلم ان اغنيته هذه التي لامعنى لها ستعفيه من صداع اليانصيب ويربح الملايين في شهور.

أي شعوب هذه التي ترقص على واوا هيفاء وهبي، شبابها فرحون فيما هم فيه ومراهقيهم يمارسون مايريدون في الحمامات الخلفية وفي اذانهم سماعات يصغون بها الى الواوا.

لا اعتقد ان كاتبا او شاعرا او فنانا تشكيليا يعيش براحة مالية في الشرق الاوسط.

اعرف بعضهم كسر القلم واتجه الى ممارسة القوادة،احدهم كان عبقريا حين اشترى ماكينة صبغ صغيرة الحجم مع درزنين من الفروج ،وكان جهدا بسيطا قام به حين كان يمرر ماكينته على الفروج لتصبغهم بالوان مختلفة ،وبعد شهور صعد رصيده الى فوق ،فوق لأن المشترين وجدوا فروجا ملونا لأول مرة فاقبلوا عليه،وحين طلب منه صاحب دار نشر ان يكتب تجربته ،ضحك منه وسأله : كم تدفع ياصاحبي؟.

آخر هاجر الى لندن واصدر من هناك مجلة اسماها” القندرة” رغم انه كان آنذاك في بداية مشواره الاعلامي.

حين تقول الفنانة الاماراتية احلام انها كانت تملك ذهبا بقيمة 10 ملايين درهم فانها تعلم انها تغني للخرفان ان ماء صوتها او لم يموء فذلك سيان.

اما ذلك الفنان القومي الذي طلب من كاتب الكلمات ان يحشر له كلمة يغنيها مع الكلمات الاخرى ،فكان له ما اراد فغنى زايد،وايد،برشا،هلبا،اوي اوي.وبقدرة قادر تحوز حتى على اعجاب ربات البيوت.

حتما سيقول بعضكم،والله انكم ايها الكتاب لايعجبكم العجب ولا الصيام في رجب. وهو كلام صحيح لأننا لو رضينا لاتجهنا لبيع الفلافل بدلا من وجع الرأس هذا. على الاقل اصبح امثال هؤلاء مدراء عامين ووزراء وخيالهم مازال يتمايل في المنطقة الخضراء.

الا تفو على هذا الزمن.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.