انّ أفضل ما يمكننا التحدث به في واقع مجتمعاتنا الشرقية وصيرورتها التاريخية هو افتقادها لمفهوم الحرية العميق والهوية الذاتية للإنسان الفرد. أدى لتخبط الفرد والمجتمع والشمولية والعنصرية وعدم المساواة بين الجماعات والافراد وافتقادها العدالة الجيدة الحقيقية وابتعادها عن أنظمة ديمقراطية بل بقيمة مفهوم ومعنى الديمقراطية شعارات زائفة كما شعارات متعددة مثلها ترفع ومازالت تٌرفع حتى وقتنا الراهن. يحكم هذه الشعوب أنظمة ملكية وراثية وأنظمة قبلية تأخذ صيغ فقهية وأنظمة الحزب الواحد مصبوغة بالجمهورية وأنظمة المحاصصة للدولة يحكمها الطائفية والعنصرية يسودها النقص الكبير في فاعليتها كنظم تمثيل جيدة للأفراد والجماعات.
وافتقاد هذه الحرية عند ذاتية الفرد ونفسه، وذلك ل سبب الاستبداد الديني ومنهجية الدين في مفهوم الحرية وصوة الله مع صيرورتها ايضاً وتنشئة الأجيال عليها. الذي هذا كرس للاستبداد السياسي في المجتمع وفي الدولة بقوانينها ودستورها التي تمثلت وصيغة برجوعها للتاريخ والفقه والشرع أكثر من رجوعها لحاجة الفرد النفسية والفكرية التي أثبتها العلم الحديث والنظريات الحديثة. فكلاهما يبقى الاستبداد السياسي والديني مرتبط ببعضهما ولا اعتقد بأنه يمكننا الفصل بينهما إذا أردنا ان نكون موضوعين ومحقين. وهذا شرخ المجتمع لمناضل باسم الدين والقومية والجماعة بمفهوم الحرية والتحرر للتخلص من الاستبداد. ولمناضل باسم الدين والجماعة للوقوف بجانب الاستبداد وكلاهما لم يحقق أي تغيير بل البقاء في دائرة العنف والتسلط والسحق لهذه الشعوب وهيمنة الخارج عليها والتسلط الداخلي وانحلال هذه المجتمعات بأنظمتها وحركتها القائمة بعيداً عن أي إصلاح وتغيير حقيقي.
وأن الخطر الحقيقي على مستقبلنا ومستقبل اجيالنا ووجودنا وحريتنا وحقوقنا وفاعليتنا ك شعوب. ان هذه الحركات والفقه والتعليم الديني مازالا قائمان بشكل كبير ويوجد لها مؤيديها وداعميها ومريديها وهذه الأنظمة مازالت قائمة بشكلها الفاسد وعدم إصلاحها بالشكل الحقيقي.
وتلقى دعم وتمويل وتأصيل في المجتمعات من دولتين السعودية وإيران مٌتناحرتين فقهياً وسياسياً واقتصادياً ويدعمهما شعوبهما كونهما مازالتا قائمتان ومثقفين ومفكرين وسياسيين يدعمونهما بهذه المنهجية القائمة ويرتمون بأحضانهما المستبدة. لا يمكننا التحدث عن اصلاح حقيقي في النهج الديني والسياسي والفقهي وقوة وتأثير هاتين الدولتين على جوارهما كبيرة ونجد العديد من المصلحين يتبع لهاتين الدولتين بذهنيهما القائمة المسيطرتين بنفوذهما سواء على ذهنية هذه الشعوب او بالأدوات المتعددة التي تهتك الشعوب،
ويلقيان الدعم ايضاً والبقاء في هذه المنهجيات من الدول الكبرى رغم مخالفة هاتين الدولتين وانتهاكهما والحركات الدينية المرتبطة بهما لحقوق الانسان ومعايير قيم الانسان المفتقدة والمعدومة في مجتمعاتنا منذ زمن بعيد ولا أحد ينكر اننا نتذوق ونذوق الأمرين من هذه الصيرة في الاستبداد السياسي والديني المرتبطان ببعضهما البعض.
عبد الرحمن شرف…