اعرف خصمك و قدره حق قدره

تشويه الخصم
تشويه الخصم سلاح ذو الحدين فهو في النهاية يجعلك في مواجهة خصم تجهله تماما بعدل ان تكون على علم بكل شيء عنه
في حرب الايام الستة او النكسة التقيت بعدد من الجنود السوريين الذين عادوا من الجبهة بعد ان توقف القتال كان الجميع يتحدثون عن الصدمة والمفاجأة التي تلقوها عند مواجهة العدو الاسرائيلي
قال لي احدهم كنت انتظر ان ارى اليهود لهم اذناب كالقرود وانهم جبناء بمجرد ان نصرخ بوجههم سيهربون ولكني وجدت انهم جنود بشر مثلنا يحاربون مثلنا و يقودون افضل الدبابات والاليات بمهارة لا تتفق و فكرتنا عنهم بانهم قرود كنا نصرخ في و جوههم ولكن لم يفروا كانوا يقتلوننا بدم بارد
تذكرت حينها ماكان يشاع في اوساطنا من قصص كاذبة عنهم جعلتنا نستهين بهم الى ان التقينا بهم فكانة النكسة
و تشويه الخصم لا يقتصر على تصويره بشكل هزيل و ضعيف منكسر بل ان المبالغة في تصوير قوته و قدراته ايضا تشويه للحقيقة يجعلك تهابه قبل ان تلقاه او حتى تتهرب من مقارعته فيحقق الخصم النصر عليك دون ان يخسر شيئا
من الطبيعي ان يمارس الخصم تلك الدعاية المشوهة لاهداف عسكرية ولكن المعيب ان نقوم نحن بتصديقها او ترويجها
اسرائيل دولة معتدية جنودها اصولهم من جنسيات مختلفة هم بشر مثلنا لا اذناب لهم وان كان لبعضهم جدائل اقرب للذيل يتقنون استخدام افضل الاسلحة ويملكونها يخافون كما نخاف و يقاتلون كما نقاتل نغلبهم و يغلبوننا لهم عقيدتهم القتالية كما لنا نحن عقيدة بالقتال
قد يهون الامر لو انتهى عند تشويه العدو الاسرائيلي ولكن المصيبة عندما ينتقل هذا النهج الى تشويه ذاتنا او بعضا من ذاتنا لمكاسب سياسية
فنحن نشوه الفلسطنيين ونتهمهم بانه باعوا الارض لليهود وتخلوا عن محاربتهم
ونتهم الاخوان بانهم صنيعة بريطانيا وانهم اهل الدسائس و خراب الامة
و نتهم الليبراليين بانهم اعداء الاسلام و ملحدون كفرة
ونتهم منظمة التحرير بانهم عملاء الصهاينة وحماس ذراع ايران في المنطقة
و نتهم الجهاديين الاسلاميين بالذبح و القتل والاغتصاب
كل هذه الاتهامات تصب في مصلحة خصم ثالث ينتظر ان ينتصر طرف منا على الاخر حتى ينقض علينا فيجهز علينا بلا عناء
اعرف خصمك و قدره حق قدره دون زيادة او نقصان كي تعد له العدة التي تناسب حجمه