من ذكريات الإيمان / حلقة التحفيظ:
رغم قصر السورة الاّ ان سورة البلد كانت من أكثر السور التي اتعثّر بها ويستعصي عليّ حفظها بسرعة رغم حفظي لسور طويلة كالمجادلة مثلاً .ولا زلت حتى اللحظه احفظ خمسة أجزاء من القرآن كاملة … قال لي الشيخ ذات مرّة وانا بالمرحلة المتوسطة تُريد ان تحفظها بسرعة؟ ، اقرأها كشعراً واكتبها بخط يدك كل آيه في سطرٍ واحدٍ ثم ردّدها بدون ترتيل ولا تجويد لتحفظها.. وكانت نصحيته مفيدة فحفظتها كشعراً لكن ترتيلاً اتعثّر بها .
لاحظ قول الشيخ ( اقرأها كشعراً) هل هذا اعتراف من الشيخ انّ القرآن نصوصا شعريّة؟
القرآن كتابٌ صعب ويكاد نصفه يناقض نصفه الآخر ، كما ان القرآن يحتوي على تكرار ممل ، ولولا ترتيلة بأصوات جميلة ما تأثّر المؤمن به ..
محمد كان ذكياً يوم ان جعله مرتلاً لكي يصل تأثيره بسهوله كما انّ الترتيل والتركيز على جمال الصوت واللحن والآداء جعل المؤمن يغض الطرف عن معانيه وتدبّره فالترتيل الحزين قادر ان يجعل نصاً محرضاً للقتل أمراً طبيعياً .. فيسمغ المؤمن قراءة بصوت الشيخ خالد القحطاني صاحب الصوت الحزين مثلاً قوله : اقتلوهم يعذبهم الله ويشفي صدور قوم مؤمنين نصا مبكياً وبالتالي يتحول النص الى مركزا للخشوع مما يجعل لغة القتل مقدّسة وسراط مستقيم للوصول الى الخشوع وهذا ينطبق على كل النصوص.
لكن حقاً انا لا افهم عقلية شيخ يقرأ نص واضربوهن او قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، او نساءكم حرث لكم ..الخ ثم يبك ويخشع وتدمع عينه على نص ليس مبكياً ولا يوجد سبب لهذا الخشوع!
اتبع محمد ممارسة اسلوب الحيلة النفسيّة ، فأنا اصل الي اعماق قلبك عبر احساس الحزن، الخشوع لكي امرر عليك افكاري مهما كانت قاسية او رحيمة .