استنساخ اسرائيل في سوريا..
من خلال رؤيتي المتواضعة لمجرى الأحداث في سوريا، و بعيداً عن العواطف ، النظام و المجتمع الدولي ماشيين بمشروعين متوازيين ، لا يتحقق الاول الا بإكتمال التاني..
مشروع تسليم السلاح الكيماوي كمطلب اميركي ، بالتوازي مع مشروع تقسيم سوريا و قيام دولة علوية كمطلب روسي..
و كل هالشي لقيام دولة اسرائيل العلوية ككيان مقتطع من الاراضي السورية..
عشرة بالميّة من السلاح الكيماوي باقي فقط في سوريا على ذمّة الكذاب الاول بشار الاسد ، و اللي ما رح يتم تسليمو الا بعد تثبيت مقومات و استكمال مسببات قيام الدولة العلوية..
حدود الدولة معروفة، و سكان هالدولة كمان معروفين ، و مؤسسات هالدولة واضحة المعالم ، فهيّة سوريا الاسد و لكن بنسخة مصغّرة، هيّة الطبعة المستنسخة لدولة اسرائيل..
اللي بيراقب النظام خلال السنة الاخيرة ، بيشوفوا كيف عم يطبّق نفس سياسة اسرائيل في المنطقة..
التهجير المنهجي للمسلمين السنّة.. تفريغ المدن من سكانها الأصليين .. قتل و سحل كل من قرر المواجهة ..
و رهانو بعد التقسيم قائم على ما زرع من فتنة بين قادة الفصائل المعارضة ، و تحدّي بقاء هالكيان المشوّه قائم على مجريات سنين طويلة من الصراعات الداخلية في باقي الاراضي خارج جدار الفصل ، و هالشي لإعطاء صورتين متناقضتين للمجتمع الدولي:
الأولى ليشوفوا مدى استقرار الدولة العلوية، مقارنةً بالصورة الثانية اللي بتظهر حالة عدم الاستقرار و المنازعات الدامية في الضفّة الشرقية من سوريا..
و كما القدس هيّة العاصمة الضميرية للشعب الفلسطيني ، كذلك دمشق هي العاصمة التاريخية للشعب السوري ، و اللي عم يسعى النظام بكل قواه لمحاولة الإبقاء عليها ضمن حدود دولتو لسببين أيضاً :
الهاء الجانب المعارض مستقبلاً بالتفاوض معو على جزء من دمشق لتناسي اقتطاع عكّا و حيفا و يافا سوريا، و لإعادة تقديم النظام كشريك مفاوض بغية تلميعو دولياً على طريق اعادتو للحظيرة الأممية..
الضفة الشرقية في سوريا بحاجة الى ٢٠٠ مليار دولار لإعادة إعمارها و بالتالي الدخول في نفق الدين العام وما يليه من تراكم الفوائد سنوياً على هالدين ، بينما الدولة العلوية لا تحتاج الا لتكلفة بناء جدار الفصل و اللي رح يتعهّد المجتمع الدولي بتشييدو و رسم خط ازرق فاصل بحماية اصحاب القبعات الزرقاء..
و رح يستفيد النظام من عرب ال ٢٠١٤ من اهالي اللاذقية و حمص و اللي رفضوا القفز من فوق الجدار و رضيوا بالعيش تحت جير المحتل العلوي ، كإعادة لنفس السيناريو الفلسطيني اللي اتجسّد بالابقاء على عرب اسرائيل لإعطاء صبغة شرعية لتكريس الاحتلال..
و بيبقى السؤال :
هل رح نحمل نحنا السوريين مفاتيح بيوتنا الى أماكن لجوءنا بانتظار حرف من حروف غسان كنفاني اللادقاني، و آية من آيات محمود درويش الحمصي، و بطولة من بطولات أحمد ياسين الشامي ، و نضال من نضالات أبو عمار الحموي ، و رح نكتفي بمتابعة احداث مسلسل التغريبة السورية في رمضان !!! ..
أو رح نقلب الطاولة اليوم و ليس غداً على من وصف نفسو بأنو صديق الشعب السوري ، و لم يكن مع الأسف الا بلفور ثاني؟؟؟