اصبحت مثلك كمثل السويدي

36 سنة وانا اجنبيchildcompare
استلمت الهوية من ادارة الاحوال المدنية بالسويد بعد مرور 6 شهور
الهوية بمبلغ 50 دولار و مدتها 5 سنوات طالعت الهوية فلم اجد مدون فيها الجنسية قلت في نفسي لابد ان هنالك خطأ ما حدث او التباس فعدت الى مدير الصالة وسالته قائلا : استاذ يبدو انكم نسيتم ان تذكروا على الهوية الجنسية
امسك المدير الهوية بيده وهو يضحك و اخرج هويته من محفظته وقال لي انظر الى هويتي هل مدون فيها انني سويدي فعلا قلبت هوية المدير بيدي انها مماثله لهويتي ولاذكر فيها للجنسية قلت عجبا خلال 6 شهور احصل على هوية مماثله لهوية السويدي علما أنني لم اتعلم اللغة السويدية بعد ولست على دين اهل هذه البلد !! وانا الذي قضيت 36 عاما في السعودية احمل اقامة اجنبي و اجددها كل عام و ادفع لقاء ذلك اكثر من الف دولار
طبعا على ان اراجع عدة دوائر في السويد – الهجرة – مكتب العمل – التأمينات الاجتماعية – البلدية – ادارة الضرائب
صحيح انها دوائر راقية وتستقبلك بكل ترحاب و تجلس قبالة المسؤول او المسؤولة صاحبة الوجه البشوش ويبدأ اللقاء بالترحيب بكل تهذيب ولكن كعادتنا نحن كسالى فسألت مدير قسم بلدية المنطقة اليس من الافضل لنا نحن الزائرون الجدد ان تخصصوا لنا مكتب واحدا يتولى كل هذه الاجراءات اجابني المدير : ياسيدي قبل حصولك على الاقامة كانت ادارة الهجرة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عنك ولكن الان بعد حصولك على الاقامة اصبحت مثلك كمثل السويدي انظر كيف تقف بالصف مع بقية السويدين و تتابع معاملاتك بنفس الاسلوب و الطريقة انت الان مواطن تملك كافة الحقوق التي يملكها السويدي وعليك نفس الالتزامات ليس للسويدي الان اية امتيازات تزيد عن امتيازاتك ولذلك لو اتبعنا كما تقول ان نخصص لكم نافذة واحدة فهذا يعني اننا نفرق بينكم وبين السويدين ليس هنالك فارق سوى ان السويدي يحق له الترشح للرئاسة او الانتخاب ام انت فلا واذا كنت ترغب بالترشح والانتخاب فعليك الانتظار اربع سنوات و بعدها يمكنك ان تترشح لرئاسة الحكومة السويدية
عالم غريب ام انا كنت في عالم غريب ؟؟؟
36 سنة في السعودية قضيتها وان اتكلم لغتها وادين بديانتها ولكن لم املك في يوم حق ملكية منزل حتى سيارتي ملكيتها مرهونة بمن يكفلني
36 سنة لا تشفع لي باية ميزة فالقادم من بلاد الواق واق منذ ساعات انا وهو سواسية امام كافة الدوائر و القوانين
36 سنة امضيتها في السعودية اعطيتها زهرة شبابي انا وجميع من قدم اليها للعمل عملنا بها حتى ننتفع ولكن هنا بالسويد ننتفع قبل ان نعمل بعد
الى جانبي كان هنالك رجل سوري متنطع قال لي و هو يقلب شفتيه انهم يستفيدون منا هنا هذه التسهيلات كلها والاغراءات لانهم بحاجة الينا وليس لسواد اعيننا
نظرة اليه مليا ولم اخجل منه فقلت له سريعا انظر الى هيئتك وامكانياتك هل تتوقع ان السويد بحاجة اليك ويمكنه ان تستفيد منك روح ياشيخ انت عالة عليهم
لم يعجب صاحبنا ردي عليه فابتعد عني وهو يدمدم على ما اظن ببعض الشتائم
قلت له انتظر قبل ان تبتعد ايها المغفل ايضا دول الخليج كلها بحاجة للوافدين اليها اكثر من حاجة السويد ولكن لايمكن ان تقارن ردود الافعال
خلصت الى نتيجة واحدة أننا بالدول العربية جميعا نفترق لى اشياء كثيرة قبل التقنية والتطور نفتقر الى الانسانية و العدل و احترام الاخر
تذكرت ابيات للمتنبي قال فيها :
مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَاني ….. بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ
وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَا …..غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ
مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا …… سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ
قلت اين انت يا ابو الطيب المتنبي لو جئت هنا الى السويد لما شعرت بالغربة مع اختلاف الوجه واليد واللسان

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.