اشاعات مغرضة والشعب ناكر للجميل

rodenyتتردد هذه الايام (قبل يومين بالضبط) اشاعة قوية يبدو لها قوة القانون وهيبة السلطة ممزوجة مع “لطمية” الفقراء.
ويبد ان هذا الشعب ناكر للجميل ولايرضى بما قدموه له،فهذه الحكومة اول من أسس مبادىء الديمغراطية في العراق ويسعى لنشرها في البلاد المجاورة،كما ان هذه الحكومة بلغت من الطيبة الى حد انها اعلنت العفو عن فاعلي مذبحة سبايكر وضياع الموصل.
فشهداء سبايكر لهم جنات النعيم وخير مافعلوه بهم حتى يستقبلوا الحوريات هناك بدلا من “الشحططة” في بلاد الرافدين.
والموصل لها رب يحميها رغم انهم يلقبونها بالحدباء وناسها المتوفين والمشردين كلهم بالجنة دون حساب او كتاب.
ماعلينا…
الاشاعة تقول ايتها السيدات والسادة:
*الحكومة تحدد نهاية هذا الشهر او بداية الشهر المقبل لأتخاذ أحد القرارات التالية فيما يخص موضوع الرواتب وهي:
1-خصم مبلغ (100) ألف دينار من راتب كل موظف ومتقاعد.
2-منح جميع الموظفين نصف رواتبهم الكلية.
3-خصم 30% من الراتب الكلي لكل موظف ومتقاعد.
4-منح اجازة اجبارية لنسبة معينة من الموظفين وبراتب اسمي على ان يتم تدويرها لتشمل الجميع.
شفتوا شلون الحكومة سهرانة على راحتكم وتوفير طعام اطفالكم؟.
يالله مايهم اشاعة مغرضة من قبل الحاقدين على العبادي و”ربعه”.
بس العبادي ياناس واشهد ما بالله سمح بصدر رحب ان يتظاهر الشعب ويحتج لأعدام “النمر” لأنها مسألة مبدأ،والمبدا في كل الاحوال لايتجزء.
ولأن الخزينة خاوية والحمد لله فستجمع كل فلوسكم لتغطية تكاليف انعقاد مؤتمر البلدان الاسلامية في بغداد.
هاي شنو؟ماعدكم خبر،لا، لا انتو نايمين ورجليكم بالشمس.
بعد فترة تستضيف بغداد المنصور المؤتمر العالمي للبلدان الاسلامية وسيكون كما قال احد “البلهاء” من نواب البرطمان ان”هذا المؤتمر يأتي ردا على افعال داعش غير السوية”.
ياسلام يا اولاد الملحة سيكون البيان الختامي للسادة المسلمين في هذا المؤتمر هو الصفعة التي لاتبقي ولاتذر في عين داعش الذي بات من الان يتخوف ويرتجف هلعا في الموصل والرقة.
وكل كلمة من هذا البيان ستكون اقوى من طلقة “كلاشنكوف” رحمة الله عليه.
وانكم تعرفون جيدا انه بعد ايام الاستضافة وهي اسبوع باقل تقدير سيكتب في البيان الختامي مايلي:
“ايها المسلمون في مشارق الارض ومغاربها
تحية الاسلام اليكم.
يسعى البلد الاسلامي العراق منذ سنوات وهو يحارب لوحده قوى الظلام المتمثلة في داعش وها نحن الان نقف معه مساندين كل جهوده وسنبذل الغالي والرخيص من اجل استمرار اهل العراق في العيش بسلام.
كما اننا نستنكر ونشجب ونرفع صوتنا عاليا ضد هؤلاء الاوغاد ومن صف صفهم ونسأل الباري عز وجل ان يسحقهم ويكفينا شر قتالهم”.
هذا هو قلب البيان وروحه وأكص ايدي اذا خرج عن هذا المعنى.
فاصل اصلع:قيل ان احد اصحاب العمائم سيقف في وسط قاعة المؤتمر وينزع عمامته لتبان صلعته ويطلب من الحاضرين الصمت دقيقة واحدة ليعلن هوسته”يالله ياخوتي عليهم،والله عليهم”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.