اسرق تحصل على منصب اضافي،اسرق تعيش غصبا عليهم

rodenyانت سارق اذن انت محترم،انت فاسد اذن انت كبير في عيون الكثير من رجال المنطقة الخضراء الذين لايقبلون الشريف بين ظهرانيهم.
في هذا الزمن الاغبر يتمختر اللص في الشوارع وينكمش الشريف في بيته متحسرا على ايام مضت.
واحد منهم اسمه كاظم علي عبد الله يشغل وظيفة مدير عام الكمارك وصدر بحقه حكم قضائي بتهمة الفساد المالي والاداري وحين اطلق سراحه وجد على مكتبه في دائرة الكمارك امر اداري يبشره بانه منح منصبا اضافيا (مدير عام الضريبة).
استعدت لجنة الدفاع النيابية لاخلاء قاعة اللطم في قاعة البرلمان واعداد القصيدة من قبل الرادود الذي لم يذكر اسمه حتى كتابة هذه السطور.
ويبدو ان احدى وسائل الاعلام قد حصلت على وثيقة بتوقيع رئيس لجنة الدفاع النيابية حاكم الزاملي الى رئاسة مجلس الوزراء مفادها : في ظل انخفاض اسعار النفط يفترض ان يعتمد على جباية الضريبة من اجل سد احتياجات العراق في هذه الضائقة المالية ونتقرب منح منصبين الى المدعو كاظم علي عبدالله وهما مدير عام الضريبة / اصالة ومدير عام الكمارك وكالة “.
ونجد في هذه الوثيقة ” ان السيد كاظم تم حكمه في قضية فساد مالي عن شركة عراقنا للهاتف النقال وتم حبسه لفترة من الزمن بالاضافة الى وجود وساطات من قبل مسؤولين في وزارة المالية واللجنة الاقتصادية في رئاسة الوزراء تدعو لاستمراره في هذين المنصبين المهمين مع العلم انه تجاوز فترة السقف العمري في الوظيفة ومن المفترض أحالته على التقاعد”.
مبروك عليك اخ كاظم يبدو ان ظهرك قوي جدا ومساند من قبل مسؤولين كبار في رئاسة الوزراء ولايهم بعد ذلك ان تكون شيعيا ام سنيا المهم انك تتقاضى راتبين ومعفى من الضريبة لأنك انت رئيسها وهل يعقل ان يدفع الرئيس الضريبة،انها ليست ضمن قانون المنطقة الخضراء.
في بلاد الكفار ان تتحرش بسيدة يمكن ان تحبس فترة معينة ولكن ان تتهرب من دفع الضرائب فانك معرض للسجن سنوات عديدة.
اما في المنطقة الخضراء فالضريبة مصطلح”متحفي” يوجد فقط في المتحف البغدادي واذا اردت ان تثير الموضوع فكاتم الصوت موجود والميليشيات مستعدة للعمل الفوري.
غريبة منك خوية الزاملي،صحيح انك تبذل جهدا استثنائيا في اخبار الناس بما يجري ولكن هذا وحده لايكفي فهل من المعقول ان يخرج موظف حكومي من السجن ليكافىء بمنصبين رغم انه تعدى السن القانوني للوظيفة؟.
انه فاسد وسارق ولص وحرامي ومع هذا يأتيه من يطبطب على ظهره ويقول له:لا تدير بال اغاتي ترى احنا وراك ،القضاء شنو،التقاعد شنو، القانون اصلا شنو،كلهم يروحون لك فدوى.
فاصل معقول جدا:لآول مرة نرى قضاء يسجن حرامي ثم يطلق سراحه ليكافأ بمنصب اضافي ،انه القضاء العراقي ياناس،ارجوكم لا”تشكون” هدومكم.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.