محمد زهير الخطيب
بعد مقاطعة الائتلاف وجماعة الاخوان للقاء كازاخستان، ومشاركة حزب “وعد” في هذا اللقاء، ظهرت تساؤلات عن علاقة الاخوان بحزب وعد حيث افترض كثيرون أن مواقفهما السياسية يجب ان تكون متطابقة…
وهذه بعض التساؤلات ومحاولة متواضعة للاجابة عليها…
1- هل قولنا “لا يجوز أن نبقى بعيدين عن أي مؤتمر” حجة كافية للحضور… هل هذا المبدأ صحيح؟
الجواب: أن نشارك أصل في السياسة، تمنع منه خطوط حمراء… الخطوط الحمراء فيها اختلاف في وجهات النظر وفيها تفاصيل… وهناك من يُقدم الحذر ويشدد على المبادئ ويكثر من الخطوط الحمر، وهناك من يبادر ويجري وراء المصالح فيقلل من الخطوط الحمر… ما فعلته قيادة حزب وعد المستقل من المشاركة في لقاء كازاخستان هو اجتهاد مقبول يدور حول تقديرهم للمصلحة وقد شروحوا مسوغاتهم بأن كازاخستان أكثر حيادية من موسكو، وان إشراكها تعزيز للحيادية وامكانية الحصول على نتائج افضل… والنظام وعملاؤه سيتواجدون في اللقاء وتركهم يأخذوا الساحة لوحدهم خطأ فادح.
لقد مارس “وعد” عبر ممثليه نشاطا واضحا نتج عنه الغاء المؤتمر الصحفي للقاء كازاخستان” واتضاح صورة ألاعيب النظام حتى قال ضيف فرنسي: لو تكلمت ميس كريدي –وهي من طرف النظام- كلمة اخرى كنت سأشدها من شعرها لتسقط الباروكة ويخرج علي مملوك!!!
لقد أصدر “وعد” رؤية للحل السياسي أودعها لدى الخارجية الكازاخستانية ويعمل على إيصالها الى الامم المتحدة.
2- ما هي محددات حضور أي مؤتمر ومن يضع تلك المحددات؟
الجواب: المحددات عند أهل السياسة هي المصالح، ويحددها السياسيون بخبرتهم وحنكتهم… وأصعب انواع الحضور هي ان تحضر وتجلس مع عدوك وقاتلك… وقد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في صلح الحديبية عندما بدى له ان في ذلك مصلحة … الحضور والصدع بالحق وتكثير الاصدقاء وتقليل الاعداء واتخاذ مواقف مظنة تحصيل مصالح أنسب من المقاطعة، ومع ذلك في الامر سعة والسياسة تدور مع المصالح التي يلحظها السياسي القوي الامين من أهل الخبرة…
3- معظم المراقبين لم يستطعوا حتى الآن استيعاب مفهوم استقلال الحزب في اتخاذ قراراته ما دام قد أسسه الاخوان ويعيش حاليا على مساعداتهم؟
الجواب: هو حقيقة حزب مستقل، ويجب أن يكون كذلك، والاخوان المشاركون فيه لا يأخذون تعليماتهم من قيادة الاخوان إنما يجتهدون رأيهم ويستخرجون القرار بديمقراطية وشفافية… ولا يجب أن نقول أن الاخوان اسسوا الحزب، بل هم دعوا اليه وساهموا في تأسيسه مع باقي أطياف الوطن، وتقرر أن يكون مستقلا…
إما عن عن اقتطاع الحزب من ميزانية الاخوان، فهذه مكرمة من الجماعة تحسب لها، ولكنها يجب أن تكون مؤقتة بل يجب أن تتوقف في أقرب وقت وأن يجد الحزب مصادره ويؤكد استقلاله…
4- كيف الابتعاد عن الازدواجية والرمادية والضبابية في علاقة الاخوان بحزب وعد؟
الجواب: نعم لا بد من الابتعاد عن الازدواجية والرمادية والضبابية في العلاقة.
الازدواجية ان ينتمي الانسان الى جماعتين من نفس الطبيعة او الى حزبين سياسيين في نفس الوقت، اما الانتساب للجماعة وحزب وعد فلا ازدواجية فيه باقرار الطرفين ولاختلاف الطبيعتين…
الرمادية والضبابية ان نتوقع تشغيل الحزب بالتحكم عن بعد (رموت كونترول) او ان نتوقع ان ينفذ الحزب أوامر الجماعة لانها تعطيه مساعدات… هذه ضبابية يجب أن ننتهي منها بالاستقلال المادي للحزب، واتمنى ان تفعل الجماعة ذلك في اسرع وقت. فالحزب الجديد كالرضيع لا يريد الفطام…
5- كيف يطالبُ بعض الاخوان السوريون النصرةَ بقطع إرتباطها بالقاعدة بحجة إتهامها بالإرهاب وهم مرتبطين بإخوان مصر وهي مصنفة على أنها حركة إرهابية ؟
الجواب: النصرة مصنفة ارهابية في الامم المتحدة، واخوان مصر فقط عند مصر والسعودية والامارات…
مع ذلك من المصلحة ان يعلن تنظيم الاخوان السوري استقلاله عن اي منظمة أو جماعة خارج سورية
6- كيف تدعي الجماعة عدم صلتها بحزب وعد والجميع يعرف أنها من أسسته ودعمته إعلامياً ومولته مادياً، وإن كان كذلك فهل تستطيع الجماعة إنتقاد سلبيات هذا الحزب أو سلوكه وهل ستدعمه “مستقبلاً” وهي تدّعي أن لا علاقة لها به؟
الجواب: فعلا حزب وعد مستقل عن الجماعة، والجماعة دعت له وساهمت مع اطياف من الوطن في انشائه، منهم الاخوان ومنهم الاسلاميين ومنهم الوطنيين ومنهم غير المسلمين ورئيسه الحالي الاستاذ نبيل قسيس، … وهي وغيرها تستطيع انتقاده والاختلاف معه ولها ان لا تدعمه، بل الافضل الا تدعمه حتى تتاكد استقلاليته وينهض بنفسه، ولا داعي للحرج من سياسات الحزب فالسياسة اجتهادات ودوران حول المصالح يختلف فيه الناس… ويبقى الود مع الاختلاف…
7- كيف تبرر قيادة الجماعة عدم تواجدها على الأرض السورية بحجة الخوف من إستهدافها وتنكر على الآخرين إستخدام ” اللثام ” وهم موجودون بالميدان وأكثر عرضة للقتل والتصفية؟
الجواب: نقطة حقة، والجماعة قد تنادت للعودة للداخل ولها مشروع يتم انجازه مع الوقت ودعنا انا وانت نكون من السابقين…