ارهاب الجماعات هي ردود افعال على ارهاب الانظمة الحاكمة

الغرب و الارهاب
تجاهل الغرب لمأساة الشعب السوري طيلة اربع سنوات الى ان وصل الامر به ان يضعنا امام خيارين ام ارهاب النظام او ارهاب داعش يدفع ضريبته اليوم
من الاشهر الاولى لانطلاقة الثورة كان واضحا لدى الجميع ان النظام سيلبس الثورة رداء الارهاب و العصابات المسلحة ليخيف المجتمع الدولي منها وقلنا ومن خلال كل مؤتمر سياسي بالخارج للدول الغربية ان تجاهل ما يحدث في سوريا بدعوى ان الارهاب يأكل بعضه البعض بسوريا هو عمل اخرق فمحاولة جعل سوريا مستنقع ليغرق فيه الارهاب او مغناطيسيا يجذب اليه المتطرفين بالعالم ويستقطبهم لتقضوا عليهم هو عمل سينعكس اول ما ينعكس عليكم وسينالكم من الارهاب جانبا يقلق امنكم و يضرب مصالحكم
واذا كنتم توافقون دولة الكيان رغبتها في ان تكون سورية ضعيفة وتعم الفوضى فيها فلتعلم اسرائيل ان الدولة الضعيفة التي تدب فيها الفوضى هي اصلح الدول لاحتضان الارهاب و رعايته
الجريمة البشعه التي تعرضت لها الجريدة الباريسية اول امس وعلى الرغم من تعدد التكهنات الا انها مؤشر خطير
فاذا كانت بفعل النظام السوري او الايراني لمواقف فرنسا فهذا يشير الى ان ارهاب تلك الدول يستطيع ان ينال عمق اوروبا و امنها
واذا كان نتيجة ثأر تلك الجماعات الارهابية من التحالف و حربه ضد بعض جيوبه بالمنطقة فهذا يعني ان اسلوب مواجهة الارهاب على النحو الذي تقوم به دول التحالف هو اجراء قاصر وان لتلك الجماعات القدرة على توجيه ضربات موجعة داخل اوروبا
الحل الوحيد امام المجتمع الدولي هو انهاء تلك الحالة من الفوضى التي سعى اليها منذ البداية و العمل على اجتثاث الارهاب بكل وره ارهاب الانظمة و ارهاب الجماعات الاخرى التي هي بلاشك ردود افعال على ارهاب الانظمة الحاكمة
فلايعقل ان يقف المجتمع الدولي بوجه الارهاب المتمثل بفكر واداء بعض الجماعات التكفيرية و يتجاهل او لربما ينسق مع ارهاب النظام الذي يكفر الشعب كله
أننا ندين تلك الاعمال الاجرامية التي تنال المجتمعات الامنه ولكن نحذر ان جريمة التي وقعت نتيجة الهجوم على جريدة شارلي ايبدو لن تكون الاخيرة مالم تكون هنالك معالجة حقيقة للازمة ككل ومن الخطأ تعليل او تفسير الهجوم على انه ردة فعل على ما صدر من الجريدة وقد مضى اكثر من سنة ونصف على نشرها لتلك الصور ولكن من الطبيعي ان يبدأ الارهاب من مواقع يرى فيها تبريرا لهذا العمل او تمويها و تشتيت لفكر قوى الامن والا لكانوا استهدفوا برج ايفل بدلا من جريدة شارلي ايبدو
على الغرب ان يصحو قبل فوات الاوان و تحصين امن الغرب لايبدأ من رفع مستوى الحذر والتأهب للون الاحمر وانما يبدأ من الغاء اللون الاحمر القاني في منطقة الشرق الاوسط