اذا كنا نعرف سر الاهتمام الخاص لفرنسا بالنظام الطائفي العلوي (الأقلوي الأسدي) … لكنا لا نعرف سر رعاية ألمانيا لهذا النظام الطائفي المجرم المعادي لشعبه ….
نعرف وتعرفنا أكثر بعد الثورة السورية المباركة سراهتمام (فرنسا وبريطانيا )،برعاية ودعم النظام الطائفي الأسدي ،وحمايته، بوصف البلدين يمثلان أعرق نظامين للدولة ( الكولونيالية العميقة)عالميا..
حيث ظل التجاذب والاختلاف دائما بين الدولتين ذات النظامين (الكولونياليين العميقين)على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط خلال الحقبة الكولونيالية في صيغة تقاسم وظيفي بين الدولتين خلال فترة الحربين الأولى والثانية، ومن ثم اقرار الطرفين (الانكليزي والفرنسي) بالدور القيادي العالمي للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيها رعاية وقيادة أمريكا للحلف الدولي الامبرايالي في منطقة الشرق الأوسط، ووراثة مستقبل دولة اسرائيل أمريكيا بوصفها القائد للشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية ..
الفرنسيون ورثوا التفويض الأسدي عبر جد الأسرة الأسدية برعاية فرنسا لسوريا حتى حد المطالبة بعدم خروجها من سوريا، ومن ثم تكليف بريطانيا كولونياليا برعاية اللجنة الثلاثية الطائفية (عمران – جديد – الأسد )، كمرحلة انتقالية في الزمن البعثي لنقل السلطة الى الأقلية العلوية، حيث تتعه بريطانياد لتحضير حافظ أسد لقيادة سوريا في هزيمة (5 حزيران)1967 بعد اتفاق تسليم الجولان لاسرائيل من قبل حافظ أسد، وهذا مايفسر لنا غياب الأسد الأب المؤسس للدولة الطائفية العلوية الأسدية برعاية انكليزية خلال وجودعه في دورة عسكرية ببريطانيا، وهو الغياب الشهير عن زملائه الضباط السوريين في دورته العسكرية في بريطانيا، وذلك تحضيرا لدوره في تسليم الجولان سنة 1967.مقابل تسليمه سوريا بعدها حتى اليوم عبر أبنه المعتوه (بشار الجزار)..
.
ومن ثم تكليف بريطانيا دوليا (كولونياليا )، بتحضير ابنه (الأهبل بشار لاحقا )،بعد معالجته صحيا وعقليا لرئاسة استثنائية في التاريخ من حيث قتل وابادة الشعب السوري، مما لايمكن لاسرائيل ولكل رعاتها الدوليين،امريكا وفرنسا وحتى البربري بوتين ،أن يقوموا به ببدائية وحشية مباشرة كما سيفعل الابن (بشار الجزار) المعتوه المسعور والمعوق طبيعيا وبشريا ..
هذا الدور الفرنسي أصبح معروفا وواضحا لنا اليوم وبشكل صريح ومباشر بعد الثورة السورية، سيما بعد مساهمة فرنسا المباشرة والصريحة بصناعة التمثيل الطائفي (المعارض) للثورة السورية وسفيرها في فرنسا، بتقديم شخص أقلوي ذي تاريخ بعثي عائلي وشخصي، لايعرفه أحد كمعارض سوري سوى المخابرات الفرنسية ..!!؟
كان من المفوم أن تتجاهل المخابرات الفرنسية ملاحظاتنا كمعارضين سوريين حول الدور المباشر للنظام الأسدي بجرائم الارهاب في فرنسا منذ (شارل ايبدو)، وبعد تهديدات مباشرة من طاقم موظفي السلفية خريجة المدارس الفقهية الأسدية لتحفيظ القرآن من وعاظ السلاطين ومشايخهم (الأسدييين ) المخبرين وكتاب التقارير الأمنية من أئمة المنابر المصنوعة أسديا، ومجاهديهم كنموذج ( أبو القعقاع ) الذي هددتنا المخابرات الأسدية باسم تلاميذه لتهجيرنا من سوريا، وذلك بعد أن اغتالته هذه المخابرات، وبعد أن اتهمتنا بمقتله ومن ثم تهديدنتا بالثار منا من قبل تلاميذه المصنوعين أمنيا .. ..
لقد هدد الشيخ أحمد حسون مفتي النظام بارسال الانتحاريين للتفجير في كل أنحاء أوربا، حيث منذ تصريحاته وتهديداته هذه لم تتوقف العمليات الارهابية في اوربا، ناهيك عن أننا كسوريين ننظر إلى عمليات داعش كجزء يندرج في عمليات الارهاب الأسدي، باعتبار النظام الأسدي شريكا أساسيا في صناعة داعش وتأهيلها لتحل إعلاميا وسياسيا دوليا كقوة محل الشعب السوري وثورته من أجل الحرية والكرامة، باعتبارها يمكن أن تقدم للنظام الأسدي غطاء إعلاميا شرعيا باسم محاربة الارهاب ، الذي يتم تحت رايته الكاذبة عالميا حرب إبادة ضد الشعب السوري، حيث يبلغ اليوم معدل القتل اليومي 200 شهيد في حلب ومنبج منذ ثلاثة أيام حتى اايوم …
المانيا ظلت خلال علاقتها مع النظام الأسدي تعامله بدلال استثنائي يشبه الدلال الإسرائيلي، وكأن المانيا لديها عقدة ذنب نحو بيت الأسد كعقدة ذنبها نحو اليهود، رغم أن الألمان يعرفون أن الاقتصاد الألماني لا يستفيد من النظام الأسدي سوى من سماسرته ولصوصه، النظام الأسدي الذي لا يشتغل عناصر مكوناته الطائفية إلا بالسوق السوداء داخليا وخارجيا، حيث يعرف الألمان أن جميل الأسد هو متعهد ميناء استيراد القطع الصناعية المتقادمة من المانيا على البحر في اللاذقية، وله حصة مقوننة رسميا أسديا من ضرائب الاستيراد، ويعرفون أنه ليس ثمة تاجر صناعي واحد من الطائفة الأسدية، بل إن معظم الطائرات بين المانيا وسوريا كانت تعتمد على سفريات التجار الحلبيين، أما طائفة الأسد فهي المكونة لتشكيلات الوكلاء والوسطاء والسماسرة الذين يسمون (شبيحة ) يهبطون من الجبال الموحشة وهم لا يملكون أية مهنة أو خبرة فنية، سوى بدائيتهم الجسدية لا ستخدامات العنف في المخابرات والجيش وعصابات التشليح والتعفيش وتهريب المخدرات والسلاح والاغتصاب حتى في الساحات العامة كما حدث أكثر من مرة بوصفهم سادة ونساء سوريا سبايا عند بيت الأسد…!!!
المانيا كانت تسمح للمخابرات السورية أن تمارس سلطة على ألمانيا دولة العلم والتكنولوجيا والثقافة والفلسفة، حيث رفضت المخابرات السورية محاضرة لي مع زميلة ألمانية دعاني لهذه المحاضرة معهد غوته في دمشق، وقد رفضت المخابرات السورية مشاركتي ضمن الحظر العام على أي نشاط للمثقفين الديموقراطيين المعارضين السوريين ….
ومع ذلك ظلت الدعوة قائمة للمحاضرة حتى بعد ابعادي، لكني لا أملك إلى أن أحيي زميلتي الباحثة الألمانية التي رفضت أن تقدم محاضرتها احتجاجا على رفض محاضرتي وأتت إلى حلب لتعتذر لي عن الموقف الهزيل المخجل لحكومتها وسفارتها ….لا نصياع السفارة لأوامر مخابرات نظام مافيوي اجرامي كالنظام الأسدي يمارس القمع والمنع من الكلام وحرية التعبير لكتابه ومثقفيه، حيث كان من حينها متوقع أن هذا النظام سيكون كما هو عليه اليوم الأكثر جاذبية للارهاب دوليا وعالميا وهو الرحم الذي تشكلت فيه داعش، وأن نظاما سيكون بهذه الوحشية الاجرامية نحو شعب بلاده لن يكون أكثر رحمة واحتراما للحياة الانسانية لبقية البشر وحقوق الانسان في أوربا والعالم ….
ولهذا فإن تضامننا مع ضحايا الارهاب في فرنسا وألمانيا هو تضامن مع قيم الحرية والديموقراطية التي مثلتها الزميلة الألمانية عندما احتقرت النظام الأسدي الهمجي المتوحش ، لترفض أن تحاضر في غابته ، متضامنة مع صديق كاتب سوري مضطهد ممنوع من العمل والكلام في بلده سوريا …….ومهاجر اليوم في انحاء الدنيا …