اختلف المشرّعون منذ اليوم الاول لإعلان الحرب على ما يسمونه ارهاب على تعريف مصطلح الارهاب ، الشيء الذي ترك الباب مفتوحاً لجميع ساسة دول العالم بإلصاق هذه التهمة على كل من يعاديهم، حتى أصبحت تهمة الإرهابي تهمة جاهزة معلبّة ، مدموغ عليها عبارة صنع في الشرق الأوسط و الأدنى ..
فتحالفت أميركا مع كل قوى العالم في حربها على ارهاب أفغانستان و العراق ، و راحت فرنسا بعدادها و عتادها الى مالي و ساحل العاج لمحاربة ما وصفوه بالارهاب ، و جمعت روسيا كل زعران الارض على ارض الشام تحت حماية طائراتها لقتال كل من يعادي توجهاتها بحجة انه ارهابي ..
فأصبحت كلمة ارهاب كلمة مطاطية تقبل القسمة على عشرة ، تتكامل مع المصالح الدولية ، و تتفاضل مع الإرادات اللاإنسانية ..
فالإرهابي في تعريفهم هو : كل إنسان يتعارض مع سياساتنا ، و يقف عائق في وجه تنفيذ أجنداتنا و مخططاتنا.. و الارهاب من وجهة نظرهم هو اي عمل يتعارض بالشكل مع توجهاتنا و يتفق بالمضمون مع تنفيد رغباتنا بعيدة المدى..
لست من المشرِّعين ، و ما عندي اي صفة قانونية لمساعدتهم على وضع تعريف حقيقي للارهاب بغية محاربته بشكل حقيقي لاحقاً، و لكن رح أعصر مخّي قليلاً و حط تعريفي للارهاب عسى بيوم من الأيام ياخذوا فيه:
– الارهاب هو دعم الأنظمة الدكتاتورية في قمعها الشعوب ..
– الارهاب هو دعم و تعويم حثالات الارض و تغييب دور المثقفين ..
– الارهاب هو دعم الأقليات الدينية و السياسية بالتحكم برقاب الأكثريات ..
– الارهاب هو إفقار المجتمعات ..
– الارهاب هو تصفية و تهجير العقول..
– الارهاب هو تقوية فئة على فئة اخرى ..
– الارهاب هو الاعلام اللي بيوصف مليار بني آدم انهم ارهابيين ..
– الإرهابي هو كل من يقتل نفساً من دون حق..
– الارهاب هو احتكار ثروات الشعوب و استحمارها..
و بخلاصة الكلام : اذا اردتم ان تعرفوا من هو الإرهابي يا ساسة العالم ، لا يحتاج منكم الموضوع اكثر من المشي مترين و التوقّف أمام اي مرآة ، و أعدكم انّو رح تلتقوا فيه لأول مرة بحياتكم وجهاً لوجه..