كلنا شركاء
من التجربة هناك قاعدة يعمل عليها النظام فحين تكون الشبكة العسكرية الحاكمة تواجه تفككا فان ما يجب فعله لكي
تعود الى وحدتها وتدعم النظام هو ضرورة ان تشعر بالخوف من الآخر الديني .
عندما قام النظام باغتيال اللواء محمد عمران في طربلس على يد مجموعة من مخابرات امن الدولة بقيادة نزيه زرير
تعرضت الكتلة الى تفكك كبير لان اللواء عمران من العلوين الذين يعيشون في المخرم شرقي حمص والذي
كان من ابرز ضباط حركة 8 آذاروهو عضو في اللجنة العسكرية التي قادت الانقلاب والمكونة من صلاح جديد
وحافظ الاسد وعبد الكريم الجندي وسليم حاطوم ومحمد عمران وتصفيته خلقت حالة احتجاج في اوساط الجيش
فما كان من المخابرات الا ان خططت ومولت ودفعت الى تنشيط الموالد الاسلامية فانتشرت فجأة الاعلام
والتظاهرات الدينية التي كانت ممنوعة ولا حظنا في حمص خاصة ان امن الدولة تشجع علنا على ذلك .
كان الهدف هو تخويف العلوين من قدوم مد ديني فيتماسكون بعد تفكك ويتناسون مقتل محمد عمران وفعلا
حدث ذلك وتحقق وفي الاعوام التالية لم يسمح لا بالموالد ولا بأي مظاهر لان قائدا علويا آخؤ لم يقتل بعد.
الآن ومع صحة الاخبار عن انتفاضة في الاحياء العلوية الشرقية وفي الجبل بصورة أقل شهدنا ردا سلطويا
هو التالي :
1-نشر اشاعات في الاحياء العلوية بحمص ان هناك 6 سيارات مفخخة دخلت الاحياء وخوفا من تفجيرها دعوا
اهل الاحياء الى البقاء في بيوتهم وخوفوهم كثيرا وذلك ريثما يتم اكتشاف هذه السيارات وتفكيكها وكثيرون من
البسطاء صدقوا ذلك وانتشر الخوف مع ان الامر لايعدو اكذوبة لان الاحياء محاصرة من قوى النظام باحكام
شديد و من قبل عناصر امنية من الاحياء.
الهدف من هذه الاشاعات هو كالهدف بعد مقتل الواء عمران هو اعادة الوحدة الى الكتلة ومنع تصاعد
الانتفاضة التي يقودها شباب من الداخل باتجاه الانضمام الى الشعب. ولكن وحتى لو فجر النظام سيارة ا
او أكثر مضحيا بارواح الاهل فان احدا لن يصدق ذلك لان المرء لايلدغ من جحر مرتين .
2- قيام النظام بوضع عبوة ناسفة داخل مسجد الايمان حيث الشيخ الموالي محمد سعيد البوطي يلقي دروسه
اسبوعيا في اطار حراسة مشددة وفي منطقة تضم مراكز عسكرية وحزبية وادارية محمية بشكل كبير لايمكن
اختراقه مضحيا بالبوطي وبالعشرات من اتباعه لكي يثير في دمشق حالة احتجاج ديني ضد الثوار لان
الناس سيصدقون انهم فعلوا ذلك ما دام المقتول هو من انصار النظام وبالتالي فان دمشق التجار ورجال
الدين الموالين سوف يلتحمون اكثر بالنظام بعد ان تبين ان قاعدة النظام في اسواق دمشق تعاني من
حالة تفكك وكذلك الشبكة الدينية الموالية وبالتالي فان حدثا كهذا قد يوقف تدهور الوضع في داخل دمشق
التي لم يغبق التجار اسواقها يوما واحدا رغم مجازر النظام لمدة سنتين وذلك بفعل تحالف كبار تجار الشام
العشرة المعروفين مع تحالف رجال دين موالين والمطلو ب استمرار ذلك ولو تم تضحية بشخص مهم مثل
الشيخ البوطي الذي رغم الاختلاف معه بالموقف السياسي هو علامة بارز سيخلق قتله ردودا احتجاجية يوجهها النظام ضد الثورة التي لم تقصف مسجدا ولا كنيسة بل الذي فعل ذلك هو النظام وحده .
ان هذا الانفجار المخطط له مخابراتيا يجب ان لا يؤدي الى ما يريده ا لنظام وآن الاوان لكي نفهم
ان الشبكة العسكرية تريد خلط الاوراق في الساحة لاضعاف الثورة وقديما قالوا اذهب الى
الحقيقة بذكائك لتعرفها وبقلبك لتحبها وبارادتك لتنفذها والحقيقة صارت مكشوفة لمن يتمتع بحد
ادنى من الذكاء فخيطوا بغير هذه المسلة كفاكم ذبحا .
22-3-2013