ادوار حشوة : كلنا شركاء
منذ أكثر من عشر سنوات دخل مكتبي شاب مهندس يعمل في مصب النفط السوري وقال لي أنا مسافر غداً إلى الولايات المتحدة وأريد أن أستودعك سراً بسببه أنا خفت على حياتي.
قال كانت البواخر تأتي إلى المصب فندفع بالنرابيج إليها من أحد الخزانات ويتم تنظيم ضبط بمعرفة القبطان وتوقيعه على محتويات الخزان وحين يتم الشحن نقوم بتنظيم ضبط يوقع عليه القبطان بعد معاينة ما نقص من الخزان فيكون الناتج هو الكمية المسلمة المباعة التي تحتسب قيمتها لاحقاً .
فجأة استوردت الشركة عدادات ضخ وتسجل الكميات المسلمة وتصدر فاتورة بذلك قيل لنا هذا أفضل لتسهيل العمل بعد ذلك لاحظت أن القبطان على غير العادة صار يحمل معه حقيبة واسعة وحقيبة كومبيوتر ولم يكن يفعل ذلك قبلاً ولاحظت عند أي عملية تحميل تحضر سيارة فيها شخص غير معروف ويبقى حتى انتهاء التحميل.
وقال هذا الأمر حين تكرر ولم يكن معتاداً جعلني أشك في الأمر فقمت عند بدء التحميل أسجل موجودات الخزان بسرية ثم عند الانتهاء لاحظت بعد معاينة الخزان أن آلة الضخ الاوتاميتيكي تضخ 15% زيادة وبذلك فهمت أن 15% من نفط البلد يسرق وأن الحقائب تحمل الأموال مقابل هذه السرقة التي للقبطان حصة فيها.
أحدهم شاهدني مرة أدقق في الخزان فشكاني إلى المدير فقلت له أنني في دورية عادية روتينية للتحقق من سلامة الخزانات والأقفال خوفاً من التسرب .
بعد هذا خفت وتقدمت بطلب زيارة للولايات المتحدة حيث شقيقي هناك وقررت الهجرة خوفاً من التصفية .
2- عملية نهب لاحقة تتم مع بعض الشركات التي تشتري النفط حيث يطلب الى الشركة بكتاب رسمي ان تدفع الثمن في حساب لدى بنك سويسري رقم كذا دون ذكر اسم صاحب الحساب وحين اكتشفت إحدى الشركات أن الحساب ليس للشركة بل لأحد أبناء الأسد قيل لها أنتم ادفعوا وشركة نقل النفط الخام تعطيكم كتاباً بأنها استلمت الثمن وإذا لم تقبلوا غيركم يقبل ذلك .
3- بقية المبيعات تدفع في حساب قانوني باسم شركة النفط التي عليها تحويل المبلغ إلى حساب خاص في القصر الجمهوري..
شخصياً سألت وزيراً للتخطيط لماذا لم تذكر موارد النفط في الميزانية فقال مبرراً أن الرئيس يصرف من هذه الموارد على الأسلحة والمشاريع السرية الاستراتيجية وقال لي أنه في حال حصول عجز في الموازنة يدفع القصر من هذا الحساب ما يسدد العجز ويرد ذلك في الموازنة تحت بند (موارد مختلفة ) وطمأنني ولكن لم أصدق.
4- دخلت الشركات الروسية على خط النفط فصار النفط يباع لها بأسعار منخفضة وتسدد القيمة من ديون على سورية ثم تقوم البواخر الروسية بتحميل النفط السوري إلى قبرص وهناك يتم نقله إلى بواخر اسرائيلية تنقله إلى حيفا ….
5- كان النظام وما يزال يعطي كوبونات نفط لبعض الوزراء وضباط الجيش من الاركان الى قادة الفرق والالوية ومن يريدون تنفيعه شهريا وهذه الكوبونات تكون بقيمة اقل من سعر السوق فيعطيهاا اصحاب الكوبونات الى مكتب خاص يدفع لشركة نقل النفط الخام السعر المحدد وتباع بالسعر الاعلى للشركات ويقبض صاحب الكوبون الفرق ولا احد عرف ولا احد يدري وهي عملية رشوة مستمرة منذ الحركة التصحيحية جتى الان
من كل هذا يتبين ان النفط يسرق قبل تصديره ويسرق بعد التصدير ويسرق من ثمنه الفعلي ما يدفع لشراء المراكز والضباط وغيرهم ثم يسدد للروس نفطا بدلا عن الديون ولان السوفيات لايحتاجون للنفط يبيعونه بسعر منخفض للشركات الاسرائيلية ومرحبا عروبة
وهكذا من حرامية الداخل الى حرامية الخارج تسرق ثرواتنا وبعدها يسالون لماذا انفجر الشعب ؟
9-3-2013