ادوارحشوة:كلنا شركاء
في كتابنا ( الجبل وغروب المدن) الممنوع منذ سبعة اعوام توقعنا ثورة شعبية في جبل العلويين ضد الذين فهموا قضية النضال
ضد الظلم أنها تبادل ادوار فاعتدوا (حين صار بعضهم في السلطة )على الآمل باقامة وطن لايخترقه ظلم آخر .
إ ن ما يحصل في حمص اليوم من انتفاضه شعبية في الاحياء العلوية ضد النظام الذي يستخدمهم لحماية حكم ديكتاتوري
هو ما توقعناه وان جاء متاخرا بسبب سياسة النظام في التجييش الطائفي والاكراه والتخويف وبسبب بعض المسلحين
المتطرفين الذين لم يفرقوا بين من يقاتل مع النظام وبين من هو علوي فاعتدوا وساعدوا النظام في زيادة الدعم له من
قبل خائفين قدم لهم المتطرفون المبررات .
في الدريكيش وفي حفل تأبين العالم حامد حسن نددت بالذين من أبناء الجبل فهموا قضية النضال ضد الظلم على أنها تبادل أدوار
بين ظالم ومظلوم وقلت لهم إن في الوطن الان من يشعر بما كنتم تشعرون به من غربة وظلم وحقد بسبب اولئك الذين انخلعوا
عن تاريخ الخوف والظلم الذي عاشوه حين مارسوا الظلم نفسه وكان ذلك الخطاب عام 2008.
كانت كلماتي بمثابة قنبلة في حشد يسبح الكثيرون فيه بالنظام ووبينهم ضباط كبار ووزراء فساد صمت وعدد من الشباب
صفقوا وسط خوف واستغراب الاخرين وغضب المخبرين..
هؤولاء الشباب دعوني الى عشاء معهم بدلا من الدعوة الرسمية فلبيت طلبهم الى بستان وعلى الارض دارت بيننا أحاديث
عن المخرج والعودة الى إشراق البدايات عندما تحالف الجبل مع الحرية منضما الى كل النسيج الوطني في الداخل
ويومها قلت للشباب أن ما يساعد على منع امتداد الطائفية الى ساحتنا مجدداهو أن يقود الجبل التغيير لاأن يفرض عليه وقد وافقني الشباب على ذلك
في حمص اليوم انتفاضة شعبية في الاحياء العلوية كتلك التي تحدثنا عنها في جبال الدريكيش مع شبابها الذين يريدون استعادة الوحدة الوطنية التي بعثرها النظام الذي يستخدمهم كوقود لحماية ا شبكة عسكرية مستبدة نهبت وظلمت ولم توفر حتى شبابهم من الظلم وجميع اموال واولاد هذه الشبكة غادروا الى الخارج لكي يدفع الابرياء والفقراء الثمن .
ان تحرك الشباب العلوي مع القيادات العاقلة وما قاموا به من تظاهرات وما سجلوه في عرائضهم من ضرورة تغيير النظام لا اسقاط الدولة يلتقي باهداف شباب حمص وبالذين وقعوا وثيقة الشرف والعهد بمقاومة ورفض اي صراع طائفي بحمص لانه ضد الروح التعايشية ولانه يخدم النظام ولو ادى الامر الى التضحية بكل العلوين وخاصة الشرقين منهم
لاأحد يستطيع حماية العلوين في حمص وشرقها غير الاستمرار في العلاقة الطيبة مع جوارهم من اهل حمص والذين يجيشون
بعضهم للدفاع عن نظام ساقط لا محالة يرتكبون خطأ كبير.ا
ان العلوين في حمص وشرقها كانوا يساعدون في الازمات اهل حمص ولم يكونوا فوقيين ولا جزارين واقاموا شبكة علاقات
جيدة وقوية مع عائلات حمص ولكن الشبكة العسكرية المجرمة ارادت توريط بعضهم بحجة الخوف من الآخر ولكن ذلك
بقي محدودا فما يزال الجيدون يرفضون المشاركة في اي قتال وان تولوا حمل السلاح للدفاع عن انفسهم وبيوتهم من وهم خطر لم يأت ولن يأتي لان ميثاق الشرف والعهد الحمصي معهم لم يسجل اي اختراق ذي قيمة تتجاوز الثأر العائلي.
الى هؤلاء الابطال في الزمن الصعب أرسل التأييد والحب منددا بالنظام الوحشي وبأمثاله الذين بوحشيتهم
يخدمون النظام من الباب الخلفي والمستقبل للذين يريدون بلدا موحدا وديمقراطيا حرا ولا مكان لمن يسعى الى القتل
العشوائي و والتقسيم فهل يشارك العلويون في التغيير الديمقراطي ليبقى لنا وطن موحد وجيش ودولة وتلغى الاحكام العرفية ونحتكم الى صناديق االاقتراع في اطار دستور برلماني غير رئاسي لاتنبع فيه السلطة لامن الطوائف ولا من فوهات البنادق.. نحن ننتظركم
وخاصة اهلنا (الشرقيون ) لقيادة انتفاضة داخلية تغنينا عن تدخل كل من هب ودب من دول العالم فقد آن الاوان للانضمام الى الشعب
فهل تأتون وستأتون..؟؟
17-3-2013