ادوار حشوة : كلنا شركاء
في ظل الحرب الباردة كانت ايران منطقة نفوذ اميركي ولها دور كبير في المنطقة وتعادي الشيوعية التي يقودها في ايران حزب توده الذي تصاعد عدد مؤيديه
الى درجة اخافت الغرب فساعد على قيام الثورة الدينية الشيعية مدعومة بتجار البازار والهدف كان ضرورة تصفية حزب توده الشيوعي فتم ترحيل الشاه بعد منعه من استخدام القوة
فقام الثوار الدينيون بتصفية حزب توده وذبح اعضا ئه بالسكاكين وكل من كان يواليه في ظل صمت عالمي وطبعا كانت التصفية بحجة ان الشيوعية كفر ومروق عن الدين.
وكمن انتشى بالنصر ذهبت ا لثورة الشيعية في احلامها باتجاه العراق والعتبات المقدسة فيه وباتجاه الخليج ودوله فاثار ذلك خوف الغرب والولايات المتحدة فتم دعم نظام العراق
في حربه ضد ايران لمنع امتداد هذه الثورة الى المحيط العربي وبدماء العراقين واموال الخليج واسلحة الغرب تم بعد ثماني سنوات من القتال وقف امتداد الثورة الايرانية
وسقط للعراقين مليون قتيل ودمرت مناطق عديدة .ولكن جيش العراق صار بتجربته وباسلحته يشكل خطرا على اسرائيل وعلى المحيط العربي فخطط الغرب لاعادته الى حجمه الطبيعي قبل الحرب لمنع امتداد ثورته العربية الى دول الجوار ونجح الغرب في وقف هذا الامتداد في حربين على العراق انتهت باحتلاله.
كانت ايران حليفا للولايات المتحدة في احتلال العراق وسهلت وامدت وارسلت قوات المعارضة الى الداخل فاستولى هؤلاء على الدولة برعاية اميركية وفي التحليل فان
الحرب على العراق اعادت لايران حلمها بامتداد ثورتها الى المحيط العربي وعمليا ايران وحدها قطفت ثمار الحرب في حين دفع الاميركيون الوف الضحايا وخرجوا مهزومين
ومكروهين وصار جنوب العراق منطقة نفوذ ايراني.
الان تستعيد ايران دورها في المنطقة عبر تمتيليتين احداهما بعد تصريح لوزير الخارجية الاميركي بان من اهداف الحملة العسكرية على سورية هي لانها استخدمت السلاح الكيماوي ضد شعبها ولابد من تجريدها من هذا السلاح فجاء الرد بعد ساعات باستعداد النظام للتخلي عن هذا السلاح ورافق ذلك على الفور موافقة ايرانية وروسية فتوقفت الحرب ومن يظن ان ذلك تم دون اتفاقات وموافقات مسبقة لايكون خبيرا في تمثيليات الدول وما تحبيكه في الكواليس.
التمثيلية الثانية كانت في الامم المتحدة حين تحدث الرئيس روحاني مع الرئيس اوباما بالهاتف لعشر دقائق اعلنت بعدها واشنطن ان تطورا قد حدث واوقفت طبول الحرب على ايران ومنعت زيادة العقوبات وجاء وفد التفاوض الايراني عارضا التنازل عن صنع القنابل النووية والاكتفاء باستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية تحت المراقبة والتفتيش الدولي على عمليات التخصيب بما لا يزيد عن نسبة20%ف قط ثم صدرت الاوامر بازالة جميع اللوحات المعادية لاميركا في شوارع ايران وتوقف التهجم الاعلامي الايراني ى على محورالشر الاميركي وبدااواضخا ان مفاوضات مسبقة اعدت لكل هذا الكم من التنازلات وتم اخراج ذلك عبر هانف فمن يصدق؟
الامر الاخير حين قال وزير الخارجية الايراني ان ايران اذا حضرت مؤتمر جنيف فسوف تساهم في في حل عادل وفق جنيف واحد وترافق هذا مع تصريح الابراهيمي المبعوث الدولي حول ضرورة دعوة ايران فمن يصدق ان الامر هذا لم يتم الاتفاق عليه مسبقا ؟؟
ليس الروحاني هو الذي يقود عملية التغيير في السياسة الايرانية ووحده الخامئني من يفعل ذلك من فوق الحرس الثوري ومجلس الشورى وباقي المؤسسات لان ايران في وضع اقتصادي صعب والفقر ازداد والبطالة ايضا والانفجار اقترب كثيرا كما في دول المنطقة والانفاق الهائل على جيش ايران في لبنان والغرق في مستنقع الحرب مع النظام في سورية
زادت في حجم الانهيار الاقتصادي وقادت النظام الايراني الى تنازلات باع فيها اوفي طريق البيع النظام الحليف السوري والقنبلة النووية الايرانية واسلحة حزب الله في صفقة تحت الطاولة سوف تكشفها الايام القادمة لتؤكد حقيقة هي ان الدول تتمسك بالمصالح اما الاديان والاخلاق والشعارات عن الحرية والديمقراطية فهي عدة مطبخ لا أكثر فهل يدرك
المتعاملون مع الدول ذلك ..هذا هو السؤال ؟؟
3-11-2013