اخر ايام الدكتاتوريات التي رعاها الروس على مدى قرون

jawadaswadبوست متطرف جدا
قرابة نصف قرن ونحن نعيش كذبة كبرى مفادها ان الاتحاد السوفيتي صديق للشعوب المستضعفة وبالاخص الشعب العربي ويقف مع قضايا التحرر وان الشيوعية هي العدالة في الارض وان الاديان هي افيون الشعوب وان الحكام الذين ترضى عنهم روسيا هم المصلحون الخالدون حتى وأن كانوا فاسقين فجرة
الكذبة الكبرى استثمرها حكام العرب ليصنعوا منها خديعة اكبر فتحول اكثرهم الى مقاومين للامبريالية و ممانعين لها وهم اجبن خلق الله
جعلونا ننسى الاضطهاد الذي مارسه الاتحاد السوفيتي على الجمهوريات الاسلامية وكيف حول دوله سيبيريا المسلمة الى معتقل جليدي لكل من يقف في وجهه او يعارض سياستهم تعلمت اجهزتنا الامنية منهم اسوء اساليب التعذيب في المعتقلات التي تنتهي باذابة المعتقلين بالاسيد
ولم تسلم منهم دول اوروبا الشرقية من فرض وصاية خانقه الى ان انتهى بهم المطاف بغزو افغانستان
كانت سيطرتهم على الدول العربية متفاوته بين انبطاح تام او ركوع
فمن عراق عبد الكريم قاسم الى حكومات البعث ماركسية النزعة الى اليمن الجنوبي فالجزائر و بعض انواع واشكال الوصاية في مصر والسودان
لم يكن استعمار الاتحاد السوفيتي اقل وطأة من الاستعمار الغربي بل اسوء كيلة لانه يقتلك باسم العدالة و يسرقك باسم المساواة
عشنا شعوب العالم الثالث نتقلب بين نار الامبريالية اليمينية و رمضاء الشيوعية واليسار ندفع ثمن صراعهم في الحرب الباردة التي مايزال جليدها يقصم ظهورنا الى الان
لم يكن في يوم من الايام الدب الروسي حملا وديعا والدليل هاهو الان يحطم كرومنا بحنق احمق
اذا كانت الحروب الصيليبية قتلت منا مئات الاف فالشيوعية قتلت منا الملايين بالاضافة الى انها قتلت فينا الانسان المبدع و الطموح وحولت مجتمعاتنا الى مجتمعات استهلاكية كسولة متخلفة في كل شيء
اليوم نعيش اخر ايام الدكتاتوريات التي رعاها الروس على مدى قرون لينتهي المطاف بسقوط و اضمحال القطب الشرقي الى الابد

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.