ربما من حسن الحظ أن الجزيرة أو صاحب برنامج الاتجاه المعاكس أن كان تقديرهم صحيحا بأنهم لو قاموا باستفتاء المتابعين للبرنامج، فإن الكاسب للأغلبية المطلقة من التصويت ستكون من نصيب المتحدث الإسرائيلي في مواجهة الشبيح الأسدي ، لأن المتحدث الإسرائيلي كان ينطلق من موقع الدفاع عن الشعب السوري الذي يقتله نظامه الأسدي …
أي أنه كان من الواضح أن الإسرائيلي اليهودي كان يتحدث باسم مأساة الشعب السوري الذي يقتله نظامه الأسدي، بالسلاح الذي كان قد راكمه نظامه الأسدي الطائفي لمواجهة إسرائيل، في حين أنه وفق الناطق الإسرائيلي (أنعم على إسرائيل بالأمان خلال حمسين سنة في هضبة الجولان التي حماها النظام النظام الأسدي من المتطرفين المعادين لإسرائيل …
والمفارقة الطريفة بالموضوع أن المندوب الأسدي التشبيحي الطائفي يحاول أن يذكرالإسرائيلي بالازعاج الأسدي لإسرائيل خلال خمسين سنة ليثبت أنه نظام وطني مقاوم وممانع لإسرائيل وليس كما يصفه الروس (رئيس الوزراء ميدفيدييف
) بأنه شريك لهم بكل قراراتهم في تدمير سوريا إنهم مع بقاء الأسد إلى الأبد …. ، لكن الممثل الإسرائيلي يرد بتسامح وتودد وتفهم مقدرا للأسدية تعاونها واعتدالها وحماية إسرائيل واحتلالها للجولان من المتطرفين منذ خمسين سنة، وذلك وفق ما يسميه المنظور الأكاديمي التوصيفي، لكن من المنظور السياسي والإنساني والأخلاقي فإن موقف بشار الأسد لا يختلف عن هتلر في مجازره الوحشية تجاه شعبه ، والأسدية بذلك لا تختلف عن النازية سوى بتخلفها الرعاعي الحثالي …..
لقد وصلت الهمجية الأسدية واستيطانيتها االغريبة عن الجسد السوري الوطني، حد أنه ولاول مرة يكون خطاب إسرائيل متعاطفا ومدافعا عن دماء الشعب السوري في مواجهة ما يفترض أنهم حكامه ونظامه (سوريون )، ليخاطب الإسرائيلي المحاور في البرنامج محاوره الشبيح الأسدي الطائفي الاستيطاني، أنه من العيب والعار عليه أن يواصل كذبه الشعاراتي على شعبه دون مراعاة لدماء أطفاله السوريين الذين يموتون تحت الأنقاض، فيما يفترض أنهم من دم المحاورالسوري الأسدي، وذلك على حد تعبير الإسرائيلي …
هل يمكن لأمة أن تبلغ أرذل العمرعلى يد حكامها كما بلغت الوطنية والعروبة على يد الأسدية، التي لم تعد مهزومة عسكريا وسياسيا وسياديا فقط، بل ومهزومة كهوية وطنية ووجدانية وأخلاقية إلى حد أن يكون خطاب عدوها الإسرائيلي أكثر تمثيلا لوجدان شعبها !!!
وذلك لسهولة اخترا جدران الأكاذيب الشعارية عن القومية والوطنية والمقاومة الممانعة ، حيث يراهن الإسرائيلي على امكانية هزيمة عدوه الأسدي داخليا وثقافيا وايديولوجيا، عبر هتك خيوط عناكبه الواهية فكريا ووطنيا وهوية و تاريخا، ليبلع عقل ووجدان شعوب العرب بعد أن أفلس الخطاب البعثي القوموي الطائفي ايرانيا الذي التحق بدون خجل بالفرس والروس ..
إن مراهنة الخطاب الإسرائيلي على الغزو الداخلي والباطني لوعي ووجدان الأمة السورية والعربية والإسلامية، لا يستند إلى منطق الشرعية القانونية والتاريخية ….بل يعتمد على المقارنة و منهج (القياس) الاسلامي، للمقارنة بين ممارستهم كعدو خارجي وممارسة الأسدية كعدو داخلي بربري همجي دموي متوحش، لم تبلغه العدوانية الإسرائيلية يوما …
هكذا تنتصر إسرائيل ليس بالتفوق العسكري والكتولوجي ماوراء الحدود ….بل إن محاورة البارحة على الاتجاه المعاكس في الجزيرة، يثبت أن الأسدية تقود الأمة إلى أن تخترق داخليا وروحيا ووجدانيا، و من ثم إلى الهزيمة على مستوى الهوية والثقافة الوطنية !!!؟؟؟