ابن تميم …رفقا ببنات القوارير

يبدو ان سعادة وزير التربية والتعليم محمد ابن تميم انضم مؤخرا الى قافلة حسن الشمري، اذ بعد ان رمى الاخير”الطوبة” واراد ان يحقق هدفا نظيفا سارع ابن تميم الى التقاطها ليدفعها الى الهدف ويحقق تسجيل هدفين مزدوجين.
الهدفان يسميان الان “شمرتميم” وسيدخلان الى موسوعة جينيز للاقمار الصناعية.
بدأت امس ايها السادة اولياء امور اطفال الروضة تنفيذ قرار ابن تميم بفصل الطلاب الذكور عن الطالبات الاناث في المدارس. وطلبت عدد من ادارات المدارس الابتدائية المختلطة في بغداد من طلبتها الذكور احضار مستمسكاتهم الرسمية إستعدادا لنقلهم وفصلهم عن الاناث، واكدت فيه لجنة التربية بمجلس محافظة بغداد مساعي ونية وزارة التربية فصل الذكور عن الاناث لـ “اعتبارات المجتمع الشرقي وتقاليده.
أي مجتمع شرقي تتحدثون عنه ايها الاقزام، لستم الا جيوب فتحت فاها للدولار..خلوها “سنطة” بويه، هل تريدون منّا ان نصدق انكم حريصون على الاطفال والمجتمع الشرقي الذي تتباكون عليه؟.
ثم هل تعرفون من يكن هذا المجتمع الشرقي؟انه يمتد ايها الافاعي الدولارية من طاشقند الى السيبة العراقية.
هل سمعتم مثلا باوروبا الشرقية؟ او قارة آسيا التي تضم ملايين البشر وهم كلهم شرقيين؟.
حتما لم تسمعوا بذلك لأنكم …صم بكم لاتفقهون.
لماذا يريد ابن تميم في هذه الايام بالذات ان يعلن عدم الاختلاط بين الاطفال وهو يعرف جيدا ان عدد الطلاب الدارسين في الصف الواحد بلغ اكثر من 40 طالبا في أي مدرسة وهو رقم خارج مخيلة العقل البشري المعاصر؟.
انه بهذا القرار يريد ان يقول للشمري :نحن معك ناصرا ونصيرا وطز بالمعارضين، فشرفنا اغلى من أي شيء آخر ولابد من سعينا للاحتفاظ ببكارة بناتنا حتى يبلغن تسع سنوات من العمر وحينها تبدأ المفاخخة واللمس العذري و”الشبك” بدون تقبيل ثم الانتظار الى ان يحين موعد الحيض حيث سيكون الرجل اياه خير مراقب لنزول “العادة الشهرية”.
عذرا فقد تبدو هذه السطور خارجة عن الذوق العام ولكن ماذا نفعل مع وزير تربية ابتلانا به رب العزة واشترى “سيكوتين” ليلصق مؤخرته بكرسي الوزارة.
ذكرت امس العديد من المصادر الطبية المتخصصة في الطب النفسي ، ان هذا القرار “اللاختلاطي” سيزيد من عدد الامراض النفسية التي تثقل كاهل العراقي من شماله الى جنوبه.
وبعد ان انتحرت اكثر من 40 شابة كردية في كردستان العراق مؤخرا بعد مشاهدة المسلسلات البرازيلية والتركية سيعرف الرجل “العراقي طبعا” ان الديمقراطية هي مرض العصر بلا منازع.
ان العراقي بدون هذه الامراض يكره الديمقراطية، واكبر “صماخ” من اولئك الذين ينادون بها في وسائل الاعلام هم مصابين بفوبيا حب النفس والانانية ذات الرقم 8 ونصف على مقياس ريختر، ومعظمهم من اتباع الطفولة اليسارية.
اقول ذلك وانا افهم جيدا ماقاله لي قبل يومين احد الشباب الواعين :ان ذلك هو مرض العراقي ان كان شابا ام عجوزا،تراه يرفع عقيرته ويلطم مناديا بالديمقراطية وما ان تصل اليه احد اسنانها حتى يتبرأ منها سلوكا خصوصا بعد ان يجلس على الكرسي ومعه طبعا السيكوتين اللاصق.
ماعلينا…
يعرف ابن تميم ان البلاد بحاجة الى 6 آلاف مدرسة جديدة وبقراره هذا سوف يزيد عدد المدارس الطينية بدافع الشرف والحفاظ على تقاليد”المجتمع الشرقي”.
ترى اين ستذهب بناتنا او ابنائنا بعد قرار عدم الاختلاط هذا؟.هل يزيد عدد طلاب الصف الواحد الى 60 طالبا بحيث يصاب المعلم بالجنون وهو يشرح الدرس المخطط له من دولة الجوار؟.
يافضيلة.. ديروا بالكم ،ترى النفط المهرب من البصرة لايدوم لكم والى مخططاتكم في تغيير بنية المجتمع العراقي، فالسرقة لاتورث الا السرقة وعلى المغفلين ان يفهموا لأن الدولار الامريكي ليس دائما يكون في الجيب.
وانّا لغد ناظره قريب.
هل الفقرة الاخيرة مكتوبة صح؟.
اذا لم تكن كذلك فقرار ابن تميم يشمل فصل المعلمين عن المعلمات داخل المدرسة الواحدة..معاه حق ،كيف يمكن تقريب النار من الكيروسين في هذا الصيف اللعين.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.