سورياليات..
المشهد الأول:
المكان: طائرة تستعد للإقلاع من مطار “ستوكهولم”.
تصعد فتاة سويدية إلى الطائرة المتجهة إلى “استنبول”، وفي الطائرة تكتشف أن هناك رجلا من “أفغانستان” وصل إلى “السويد” هاربا من الحرب، لكن السلطات “السويدية”، وبعد دراسة ملف الشخص لم توافق على منحه حق الإقامة في “السويد”، واتخذت قرارا بترحيله عبر تركيا إلى أفغانستان.
ترفض الفتاة ترحيل هذا الشخص، وتعتبر أن ترحيله قد يؤدي إلى موته، وبالتالي فإن من حق هذا الشخص الحياة، ومن حقه ألا يرّحل.
ولعلمها أن القانون يمنع إقلاع الطائرة وفيها راكب واحد يقف في الممر، فقد قررت أن تأخذ على عاتقها حماية هذا الشخص من الموت الذي تتوقعه له فيما لو رُحِّل، فوقفت في ممر الطائرة، وأعلنت أنها لن تجلس في مكانها، لأن هناك شخص يرسل إلى الموت.
يستمر المشهد الذي تنقله الفتاة مباشرة عبر هاتفها النقال (شاهد الفيديو هنا: شاهد فتاة سويدية تمنع اقلاع طائرة قبل عودة لاجئ افغاني تم رفضه ) ، تتوالى أحداثه، ومؤثراته ليقدم لنا واحدة من أصدق وأنبل لحظات الإنسانية، وتقبل هذه الفتاة السويدية أن تلغي رحلتها وتغادر الطائرة بعد أن ترضخ شركة الطيران لطلبها ويغادر الرجل المرحّل الطائرة.
المشهد الثاني:
المكان: المشفى الوطني باللاذقية.
أصيب أحد المتظاهرين برصاص رجال النظام الذين يقمعون المظاهرات بالنار، أسعف المصاب إلى المشفى الوطني باللاذقية وأدخل غرفة الإسعاف على عجل، ولأن التعليمات الواردة إلى إدارة المشفى تقضي بعدم معالجة المتظاهرين فقد انتظر قسم الإسعاف تعليمات مفرزة المخابرات في المشفى.
أحد الأطباء ولأن حالة المصاب تستوجب التدخل السريع، فقد يموت فيما لو تأخر اسعافه، بدأ عمله دون أن ينتظر رأي مفرزة المخابرات، وبعد فترة يصل “بغل” المفرزة، وعندما يرى الطبيب منهمكا في عمله يصرخ به:
– يا حمار مين قلك تعالجه…؟
لا يرد الطبيب على “البغل” ويواصل عمله، فيهجم “البغل” على الطبيب مبعدا إياه فيحتج الطبيب قائلا:
– بس هاد مشفى مو فرع مخابرات!
بعد فترة قصيرة تصل دورية من الفرع، تأخذ المصاب الى الفرع ليموت هناك، وتعتقل الطبيب ليختفي دون أي معلومة عنه.
( نحنا الدولة ولاك ).
(ابتسم أنت في سوريا الأسد ).