كاميليا انتخابي فارد الوطن السعودية
المصريون لا يزالون في الشارع وثورتهم لم تنته بمجرد إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية، هم لن يسمحوا للرئيس مرسي أن يفعل بهم ما فعله الخميني بالشعب الإيراني
الناس في إيران مندهشون من الصور التي يشاهدونها من مصر. فهم يشاهدون جموعا غاضبة يتظاهرون ضد البيان الذي أصدره الرئيس محمد مرسي لزيادة سلطاته، وضد الاستفتاء على مسودة الدستور. ويشاهد الإيرانيون وجوه الإسلاميين المصريين الذين يريدون تطبيق الشريعة في بلدهم ويواجهون العلمانيين في شوارع القاهرة. ولا يخفي الإيرانيون قلقهم وهم يرون مصر المستقرة تتحول إلى حالة من الفوضى ويأملون في أن تتم مصالحة وطنية في مصر وأن يتمكنوا من السفر إليها كما يأملون منذ سقوط حسني مبارك.
لكن ما يدهش الإيرانيين أكثر هو ملاحظة الكثير من التشابه بين الثورة الإيرانية في 1979 والثورة المصرية. الرئيس حسني مبارك الذي كان يمسك بزمام السلطة بشكل دكتاتوري مثل شاه إيران رحل، وحل مكانه بالانتخاب رجل إسلامي لم يكن معروفا من قبل بعد أقل من سنة على بداية الثورة. ومع ذلك لا يستطيع الرئيس الجديد أن يحرك البلد ويصالح بين الأحزاب والجماعات المختلفة في مصر.
إن أكثر ما يخيف المصريين هو ربما نفس السبب الذي يخيف الإيرانيين وهم يشاهدون التلفزيون. إنهم يخشون أن يغمضوا أعينهم يوما ما ويفتحوها ليروا أنهم تحت نظام إسلامي متطرف من النوع الذي شكله آية الله الخميني في إيران منذ 33 سنة.
الخميني لم ينتخبه الشعب الإيراني رئيسا أو مرشدا أعلى. هو وعد الناس أنه سيترك السلطة للشعب بعد نجاح الثورة وسيذهب إلى مدينة قم لمتابعة مهنته في التدريس هناك. لكن ذلك لم يحدث وبقي الخميني في السلطة ومنح نفسه صفة “الولي الفقيه” وشكل وزارة شيعية علمانية تماما. الثورة الإيرانية لم تنفذ وعودها. تم إعداد الدستور بسرعة ولم يجد الناس المتحمسين فرصة كافية لقراءته بعناية، والذين قرؤوه وأرادوا أن يعبروا عن آرائهم المختلفة كانوا يعتبرون معادين للثورة.
الثورة كانت إنجازا حققته عدة جماعات اتحدت ضد الشاه كما حدث في مصر مؤخرا. الشيوعيون، الوطنيون، الإسلاميون الوطنيون، جميع هذه الجماعات نسقت فيما بينها للإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي. وكان الخميني هو الزعيم الروحي الذي وحد جميع الأحزاب والشعب مع بعضهم البعض، لكنه سرعان ما اختطف الثورة واستغل محبة الناس له للتخلص من معارضيه وتأسيس أول حكومة إسلامية متطرفة في المنطقة.
بالطبع لا يمكن المقارنة بين الخميني والرئيس محمد مرسي. الرئيس المصري ساعده عدم وجود مرشح مناسب ضده ولذلك فاز في الانتخابات. أما الخميني فقد كان زعيما سياسيا محبوبا قاد الثورة الإيرانية منذ البداية. كما أن التشابه ليس كثيرا بين ظروف الثورتين. في إيران، لم يكن هناك إنترنت وإعلام جماهيري في 1979، ولم تكن هناك هواتف جوالة وقنوات فضائية تغطي الأحداث مباشرة. الطريقة الرئيسية التي كان الناس يتواصلون من خلالها هي رسائل ومنشورات يتم وضعها تحت الأبواب في ظلام الليل من قبل الناشطين الذين يقومون بدورهم بنقل الرسالة ونشرها لآخرين. وعندما كانوا يريدون تنظيم مظاهرة أو تجمع، كانت هذه هي الوسيلة التي يستخدمونها. أيضا الفاكس كان الوسيلة الوحيدة للتواصل بين الصحفيين وبين العالم الخارجي.
الخميني أمر باعتقالات وإعدامات على نطاق واسع بهدف تصفية وتشتيت المعارضين للثورة الذين تجرؤوا على النزول إلى الشارع للاحتجاج على زيادة الخميني لسلطاته. الدستور الإيراني بعد الثورة كتبه أنصار الخميني، وكان الخيار الوحيد المتاح للناس هو أن يصوتوا بـ”نعم” أو “لا” على الدستور. لم يكن هناك مجال لاقتراح أي تغييرات للدستور أو أن يطالب الناس بانتخاب الذين سيكتبون الدستور. ونجح الدستور في الاستفتاء بنسبة 99%. الناس الذين لم يشاركوا في الاستفتاء كانوا على الغالب من الأقليات الذين لم يروا أنفسهم ممثلين في الدستور الذي يفرض عليهم النظام الجديد.
العصر الأكثر ظلاما الذي مرت به إيران كان عندما استمر الخميني في زيادة سلطاته وسحق أي معارضة له.
المصريون لا يزالون في الشارع وثورتهم لم تنته بمجرد إجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية. هم لن يسمحوا للرئيس مرسي أن يفعل بهم ما فعله الخميني بالشعب الإيراني. الإخوان المسلمون الذين ينتمي إليهم الرئيس مرسي يتمتعون بشعبية واحترام بين شريحة كبيرة من المصريين، لكن الرئيس مرسي يجب أن يتصرف كرئيس لجميع المصريين وليس كعضو في حزب سياسي. إن ما يخشاه المصريون هو أن يخسروا إنجازات الثورة إذا فكر الرئيس مرسي في بناء مجتمع إسلامي وزيادة سلطاته لضمان تحقيق أهداف حزبه. هذا بالتأكيد لا يرضي المصريين الذين ينتمون لأديان أخرى أو الذين ينتمون لأحزاب مختلفة.
الديمقراطية لا تعني أن تفرض الأغلبية أفكارها ومعتقداتها على الأقلية، والرئيس مرسي يفترض أنه يفهم ذلك. مسودة الدستور الأولى سوف تنجح في الاستفتاء لأن حزب الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه الرئيس مرسي يستطيع ببساطة أن يحشد أعدادا ضخمة من المؤيدين ليدلوا بأصواتهم، ولكن ماذا عن الذين لن يصوتوا في الاستفتاء والذين يعارضون الدستور؟ سيكون عليهم أن يعيشوا في بلد يشبه إيران في عدة جوانب، وهذا يعني أن تحزم أمتعتك وتغادر إذا لم يكن الوضع يناسبك. إن المصريين يحق لهم أن يطالبوا بدستور متكامل ورئيس يمثل الجميع. بهذا فقط يضمنون أن الثورة لن تتعرض للاختطاف.
ماقل ودل … في مصر وإيران والحل ؟
١: نعم في إيران لم تكن الرتصالات والمواصلات كما هى اليوم ، فما حدث في إيران حدث في غفلة وبعيدا عن أعين الثوار والأحرار ، بعكس ما يحدث اليوم في مصر ، فسراق الثورة لم يعد بمقدورهم العمل في الكواليس، والزوايا لأن كل شئ قد غدآ عاريا أم الشعب المصري والثوار ؟
٢: لم تمضي شهورا على من إنتخبو الرئيس مرسي إلا قليلة ، فهانحن نراهم اليوم يلعنون الساعة التي إنتخبوه فيها والصندوق ، ولقد تعلمو من تجربة إيران البغيضة وتجارب من حولهم من أن القوى ألإسلامية الظلامية لاتفهم إلا لغة العنف والتهديد والوعيد وشعوبنا أدرى كما يقال بشعاب مكة ولهذا نراهم يخزون في كل شارع وميدان ، لأن في عالم خاصة لايصح إلا الصح ، وسنرى كيف شعوبنا ستجعل من قتلهم عمل شعبي إن لم يتراعو ويتعضو لأن من هم أمامهم لهم نفس الفكر في التعامل معهم ؟
٢: لن يكون الربيع العربي ربيعا بحق وحقيقة ما لم يمتد ليكتسح رجستي الخراب والفساد في السعودية وإيران ، ولن يزهر ولن يثمر مالم تفز القوى الثورية في سورية ومصر والعراق ، لأن وليد العراق لازال ملئ بالجراثيم والفطريات ؟