إن لم نصرخ قهرنا في حضرة الموت فمتى سنصرخه ؟؟

Bassam Yousef
أعرف أن هذا البوست سيسبب لي الكثير من الشتائم ، لكننا إن لم نصرخ قهرنا في حضرة الموت فمتى سنصرخه ؟؟
غيب الموت اليوم رفيقاً لنا في سجن صيدنايا ..إنه الرفيق “حسن عبد الكريم علي” والذي أمضى 12 عاما في سجن صيدنايا.
لم يكن “حسن” سجين النظام فقط، لقد كان بوضوح رهين سجنين، سجن النظام وسجن العائلة.
حسن عبد الكريم هو شقيق السفير “علي عبد الكريم علي” سفير سوريا في لبنان الآن، ورجل المخابرات، وكاتب التقارير منذ ان أصبح طالبا في جامعة دمشق.
في سجن صيدنايا كانت الزيارات متنفسنا الوحيد إلى الحياة، كنا ننتظرها بفارغ الصبر ونعود منها محملين برائحة الحياة والقدرة على مقاومة السجن، إلا “حسن” الذي كان يعود من معظمها مقهورا وحزينا، فهو الخارج على العائلة، الخارج على الطائفة، الخارج على النظام ، هو النقي الصادق الذي لم يستطع أن يلج دوامة الكذب والنفاق، أي قهر هذا عندما يقف كل من حولك بوجهك، وأنت تتشظى بين ماتراه حقا وحقيقة وبين عائلة تريدك في الجهة الأخرى.
في السجن كان يحتمي بنا، نحن رفاقه الذين نشاركه وجعه وحلمه، لكنه عندما خرج أصبح وحيدا.
حسن عبد الكريم اشتغل في الزراعة بعد خروجه، كافح بصمت، عاش كما يليق برجل يخلص لقيمه أن يعيش.
الرحمة لك يارفيق السجن ..الرحمة والسلام لروحك …
أعرف أنك لن توافقني في جملتي االتالية فأنت من يترك للزمن أن يقول كلمته لكنني سأقولها الآن:
العار لك يا “علي عبد الكريم علي” ياسفير القتل والجريمة، العار لك ونحن نقف في حضرة هذا الرحيل الفاجع لشقيقك.
نم ياصديقي، ستستيقظ روحك يوما على سوريا خالية من كل بشاعاتهم ووجوهم الصفراء المشوهة.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.