عداء الفن ومخاصمته وكراهيته جزء أصيل فى دستور جماعات الإرهاب المتأسلم، هم يعتبرون أن الفن يزاحم الدين على منطقة الوجدان، إذاً يجب نفيه من ذلك الوجدان، هم لا ينسون أن الفن والدين وُلدا فى المعابد معاً وفى الوقت نفسه، وكان بينهما امتزاج وتداخل، يتغلب الخوف والفزع من أن يسحب الفن البساط من تحت أقدام الكهنوت، فيبدأ تدبيج ونسج ونشر نصوص الكراهية للفن وترسيخها وزرعها فى الأمخاخ المتأسلمة، بداية من الرصاص المصهور المغلى الذى يصب فى آذان من يستمع إلى الموسيقى، مروراً بالتماثيل الأصنام التى تغوى البشر لعبادتها واللوحات التى بها روح، والتى ستنادى راسميها يوم القيامة متحدية أن يعيدوا إليها الروح!!، لذلك ليس غريباً وليست صدفة أن تجد الإخوان المسلمين ليس من بينهم فنان واحد ربع موهوب على أى مستوى وفى أى فرع فنى، هم صحراء جرداء فى هذا المجال، هم صفر مكعب فى مجال الفن، حتى خطاباتهم تقريرية جوفاء مملة تنقصها البلاغة والجاذبية ومحشوة بالرطانة والسماجة، أتتذكرون ذلك الشاب المسلم الذى ذهب إلى «اللوفر» محملاً بتلك الكراهية، وذلك العداء للفن، وحاول بسكينه تمزيق بعض اللوحات، هو لا يمثل الكراهية، هو فعلاً كاره لتلك اللوحات، معادٍ لتلك التماثيل، متى يشاهدها أو حتى يلمحها وكأن ناراً شبت فى جسده، هم استطاعوا سحق وجدانه وشطب أى إحساس بالجمال لديه حتى يصبح فى النهاية شخصاً يستمتع بنزف الرأس المقطوعة واليد المبتورة ويستلذ برائحة الجلد المحروق أو المرأة المغتصبة!!، لا بد من خلق حالة التبلد الوجدانى حتى يستطيع استكمال الطريق معهم، وليصبح إخوانياً مخلصاً أو قاعدياً داعشياً جهادياً بوكوحرامياً مطيعاً مؤمناً بمبادئهم الفاشية، ذهب إلى «اللوفر» معجباً بمن غطى تمثال حوريات البحر فى الإسكندرية، معتبراً من حطم تمثال طه حسين فى المنيا بطلاً مغواراً، مبجلاً مدرس الرسم الذى قال له إياك أن ترسم إنساناً فى الحصة فهذا كفر ولن يدخل بيتك ملاك طالما فيه لوحة!!، إذاً من العادى والطبيعى، بل من المفروض أن يذهب إلى «اللوفر» ليُلطخ اللوحات بالإسبراى ويحطم التماثيل بالساطور، ويتخيل أن اعترافه بهذا سيجعل الفرنسيين يسامحونه على مقتل الجندى أو إصابته!!، لا يعرف أن صدمة الفرنسيين فى تلطيخ لوحة الموناليزا أو تمزيقها أعظم من صدمتهم فى مقتل كتيبة عسكرية فرنسية!!، ذلك لأنهم شعب تربى على الجمال وتذوقه، شعب يحترم الإبداع ويقدّره، يحتفى بريشة الرسام وإزميل النحات ولا تحتفى كتبه ومناهج دراسته بالجهادى حامل الساطور!!، لن ننتظر حتى يخرج جنود الفاشية الدينية علينا ليحرقوا أعظم موسوعة فن عربية للعظيم ثروت عكاشة «العين تسمع والأذن ترى»، بحجة أنها تحوى تماثيل عارية!!، لن ننتظر حتى يحطموا المتحف الرومانى ومعابد الفراعنة بتهمة خدش الحياء، لن ننتظر حتى يحرقوا متحف محمود سعيد الذى يحوى قاعة كاملة للوحات العارية الرائعة التى رسمها، والتى تُقدّر أسعارها بمئات الملايين، إنهم يكرهون النحت ويعشقون النحر.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر