عاصم حنفي
تماماً.. وكما فى الأفلام العربية.. أتمنى من الله أن تأتى النهاية سعيدة.. ونحن نستعد للذكرى الثانية للثورة التى لم يشارك فيها الإخوان يوم ٢٥ يناير.. وإن شاركوا بعد تأكدهم من نجاحها وسقوط المئات من شهدائها.. وهل لاحظت أنه لا وجود لشهيد إخوانى فى أحداث الثورة التى يركبونها؟!
وأقطع ذراعى أن الرئيس مرسى سوف يفجر المفاجأة فى تلك المناسبة الجماهيرية الحاشدة.. على طريقة أفلام «سوبر مان».. فينزل ميدان التحرير دون حراسة.. فاتحاً صدره تماماً كأول يوم له فى المنصب الرفيع.. متحدثاً بالإنجليزية الفصحى.. شارحاً حكاية ناسا وسنين ناسا.. لأن الناس بدأت تشك فى قدرات الرئيس المهنية واللغوية.. وبعض السخفاء يؤكدون أن معلوماته فى «الإنجليزى» لا تزيد على معلوماته فى الاقتصاد والسياسة والهندسة.. وأن القاطرة على يديه تسير إلى حافة الهاوية.. بما يعنى أن الإفلاس أو الخراب المستعجل هو المستقبل المضمون والطريق المفتوح! أقول: أتمنى أن تأتى النهاية سعيدة.. لأن المقدمات ليست كذلك.. وقد انكشفت الأسرار الغامضة قبل أيام من حلول ذكرى الثورة.. وقد عرفنا الطرف الثالث وانتهى الأمر.. ويقال إنه الفرقة ٩٥ التى قتلت الشهداء وأحرقت الأقسام وأخرجت المساجين وأشاعت الفوضى فى الشارع السياسى.. وكل هذا بإشارة من المايسترو الشاطر الذى يقود الفرقة الإخوانية كلها!
ولعله من قبيل المفاجأة الميلودرامية الفاقعة.. أن تحل الذكرى الثانية للثورة الموءودة، والتى شاركت فيها المرأة والرجل بنفس القدر من الحماس والتضحية.. فإذا بالمرأة تقف فى آخر الصف وقد استبعدت تماماً من الحساب.. على اعتبار أنها عورة لا تصلح سوى للكنس والطبيخ.. وبدليل أنها لا تمثل سوى واحد فى المائة من أعضاء الشورى.. فى حين أن السعودية المتشددة سمحت للمرأة باحتلال عشرين فى المائة من مقاعد الشورى.. وغداً سوف يسمحون لها بقيادة السيارة.. فى حين أننا سوف نمنع نساءنا من الخروج من البيوت أصلاً.. على اعتبار أنهن ناقصات عقل ودين.. وغداً لناظره قريب! بعد أيام سوف تحل الذكرى الثانية للثورة.. وقوى المعارضة ومعها كل الحق أعلنت صراحة أنها تستعد للاحتشاد للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق.. فلماذا إذن تضع الدولة الرسمية يدها على قلبها خوفاً من ذلك الاحتشاد.. وتحسباً لذلك تفكر فى إغلاق ميدان التحرير بالضبة والمفتاح.. وإمعاناً فى الاحتياط فقد حشدت الجماعة مناصريها للاحتفال فى رابعة وعند جامعة القاهرة وربما فى عابدين.. أما عند الاتحادية فقد قامت ببروفة ناجحة وأطلقت بعض الميليشيات على الماشى تهاجم المعتصمين وتفتح الميدان هناك فتحاً مبيناً.
أقول إن الدولة، وكأنها دولة الأعداء، تضع يدها على قلبها فى ذكرى الثورة.. فهل تخاف مثلاً أن ينزل المواطنون إلى الشوارع يطلبون التغيير.. وماله.. إن التغيير هو استكمال لمطالب الثورة التى يدعون أنهم يتكلمون باسمها.. ثم إن التغيير هو سنة الحياة.. ولا تنس أن النظام الجديد برئاسة مرسى قد ترهل بسرعة مذهلة فصار منافساً لنظام مبارك فى أواخر أيامه.. أقصد أنه صار نظاماً لا يعبر أبداً عن طموحات الثورة التى رفعت شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. فإذا بالمبادئ الثلاثة غائبة بالثلاثة.. فلم يحدث التغيير المنشود.. وإنما حدث إحلال للإخوان محل الحزب الوطنى الفاسد.. وأحمد مثل الحاج أحمد.. والحرية التى حلمنا بها غائبة بشهادة الشهود.. وعندكم حازم أبوإسماعيل.. اسألوه عن حصار الدستورية والنيابة العامة ومدينة الإنتاج وتكسير عظام المعترضين والمعتصمين عند الاتحادية. خروج الجماهير فى صالح الثورة طبعاً.. فلماذا تخشى الدولة الإخوانية خروج الناس للشوارع.. خصوصاً أن الناس تشعر بما يدبر لها الآن.. إجراءات تقشف لا مثيل لها.. ورفع فاحش للأسعار.. وتخلى الدولة عن دعم الفقراء والمحتاجين والموظفين ومحدودى الدخل.. ثم بيع لممتلكات المصريين وأصولهم الثابتة تحت شعار الصكوك الإسلامية! تأتى النهاية سعيدة كما الأفلام العربية.. وسوف يكتشف مرسى أن جماعة الإخوان جماعة غير شرعية وشريرة.. تلعب لصالحها.. فيبحث عن جماعة أخرى ينتمى إليها، لأنه لا يحب أن يعيش دون جماعة.. وسوف تأتى لقطة النهاية ومرسى فاتح الجاكيت يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى.. ويردد بالإنجليزية الفصحى عبارة الخواجة هاملت: أكون أو لا أكون، تلك هى المشكلة.. وتنزل كلمة النهاية.
*نقلاً عن “المصري اليوم”.