طلال عبدالله الخوري 7\8\2016 © مفكرحر
ذكرنا في اكثر من مقالة بأننا ننظر للحرب في سوريا بأنها حرب بالوكالة بين روسيا ومخابراتها وحلفائها من جهة واميركا ومخابراتها وحلفائها من جهة اخرى, وقلنا بأن هدف اميركا هو اغراق روسيا واستنزافها بالمستنقع السوري عندما سمحت للمتطرفين الاسلاميين ان يعبروا الى سوريا منْ كلِّ حَدَبٍ وصَوْب, عن طريق تركيا, لنصب هذا الفخ لها, وهي قد فعلتها من قبل “ديجا فو”(كما يقال بكل اللغات الاوروبية)عندما استخدمت القاعدة لإغراقهم في أفغانستان.. وقلنا ايضا بأن الثوار السوريين ومموليهم من قطر والسعودية وتركيا لا محل لهم من الاعراب بما يحدث في سوريا فأميركا هي التي توجههم, بنفس الطريقة التي تتحكم المخابرات الروسية بحليفها النظام السوري والتي تحكم سوريا فعليا من خلف ستارة عائلة الاسد الاجرامية منذ 46 سنة … وان انتصارات الثوار التي حصلت مؤخرا جائت ثمرة الضغط الاميركي على تركيا وقطر والسعودية للضغط على الجولاني زعيم “جبهة النصرة” لإعلان فك ارتباطه عن القاعدة لكي تجد المبررات القانوينة الاميركية لدعم الثوار وتسليحهم باسلحة نوعية ومعلومات استخباراتية وخبرات عسكرية رفيعة المستوى,… واستطاعت هذه الدول وايضا بطلب من اميركا بأن تفرض توحيد الفاصائل المسلحة الثورية بكونها هذه الدول هي التي تمولها, والممول له الكلمة العليا على اي فصيل ثوري, والاكثر من هذا فرضت اميركا غياب الأعلام السوداء في كل معارك حلب الجارية اليوم, مما افرح الحاضنة الشعبية السورية, واعادها لحضن الثورة, ورأينا هذا واضحاً باسقاط الحوامة الروسية بصاروخ اميركي ” ستينغر ” محمول على الكتف و سحل الطيارين امام العالم في مشهد مهين لروسيا افقدها توازنها الداخلي والخارجي ومرغ هيبة الديكتاتور بوتين بالوحل، بعد ان كان يسابق الزمن باحتلال حلب لامتلاك اوراق تفاوضيه تدعم ملفاته مع امريكا, لفرض نفسه كدولة عظمى لها مصالحها الدولية, وله الحق بامتلاك دول تابعة له مثل سوريا وايران وله الحق باحتلال ” القرم” الاوكرانية, دون مسائلة او فرض حصار اقتصادي عليه… وكما ذكرنا ايضا بأن هنا تكمن خيانة عائلة الاسد للشعب السوري بأنهم جعلوا سوريا مستنقعا لحرب بالوكالة تخوضها روسيا ضد اميركا من اجل مصالحها بدل من ان تكون سوريا تسير على ركب الدول المتحضرة مثل اليابان وكوريا الجنوبية ودول اميركا واوروبا في العالم الحر ذو الرخاء الاقتصادي.
من هنا نقول بأن خطوة صغيرة تافه لا تساو قشرة بصلة مثل هذه (نقصد فك الارتباط بين النصرة والقاعدة) كافأة بها اميركا الثوار والمعارضة والنصرة مثل هذه المكافئة والنصر المبين الذي لم يحلموا به حتى في المنام من قبل!!! فتصورا رعاكم الله كم ستكون مكافئتهم لو اصبحوا معارضة هدفها الوصول الى دولة مدنية وطنية تجمع كل اطياف الشعب السوري بدستور يحترم حقوق الانسان والاقليات؟؟ وحتما ستكون مكافئتهم من الشعب السوري ذاته اكبر من مكافأة اميركا لهم بكثير.
الكاتب جحش حقيقي