غالباً ما يلجأ المجتمع الدولي عند فك النزاعات الى التوجه الى الحلقة الأضعف ، و العمل على رمي كامل مسؤولية الصراع عليه لمعرفته بأن الطرف الاخر من النزاع لا يمكن العبث فيه و اختراقو..
لذلك و من بداية الثورة و كل ساسة العالم يبحثون في كيفية توحيد المعارضة السورية ، و جمعهم على كلمة واحدة لملاقاة و مواجهة وفد النظام عند الوصول الى مرحلة المفاوضات ..
صنفوها معارضة داخلية و خارجية ، عسكرية معتدلة و اخرى ارهابية ، معارضة وطنية و غير وطنية ، معارضات على المقاس الروسي و ثانية على المقاس السعودي التركي القطري.. كل هذا فقط من اجل تشتيت الجهود و التركيز في المكان الخطأ لحل أزمة من طرف واحد متواجد في مكان اخر من الزمان و المكان ..
و لنفترض حسن النوايا ، و لنفترض انّو الاميركان و السعوديين و غيرهم ممن يدعون الرغبة في توحيد المعارضة بغية إيجاد فريق مفاوض قوي .. فهل سيستطيعون السيطرة لاحقاً على الوفد الاخر الذي يمثّل الطرف الثاني من طاولة المفاوضات ؟؟؟
هم يعلمون ان قرار النظام انعدمت مركزيته ، و اصبح التفاوض مع نظام الاسد يحتاج التفاوض مع الروس من اجل أوكرانيا ، و مع الإيرانيين لحماية مصالحها ، و يستلزم ضرورةً الحوار مع حزب الله لاعطاءو الضمانات بعدم ملاحقتو قانونياً ، و مع ميليشيات العلويين لتسليمهم ضمانات بعدم تصفيتهم ..
مؤتمر الرياض لتوحيد جهود المعارضة مؤتمر هام جداً لو كان قائم بالتوازي مع مؤتمر طهران لتوحيد صف النظام ..
احذروا أيها المؤتمرون في الرياض ، فالجميع يريد إنهاء الأزمة السورية و مستعجل على إغلاق ملفها على حساب الضحية .. موسم أميركا الانتخابي يستعجلها بهذا الاتجاه و بأي شكل كان ، فإما ان تكونوا على مستوى تضحيات السوريين ، و اما فلتذهبوا جميعاً للجحيم..