(في ذكرى العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس)
من الأمس يعتقك الفكر كي تستقر السفينة
بقلب له سعة الغيم تأتي رذاذ سكينه
إليك ابن باديس و الصبح فيك يواري الضغينة
كأنك في جرح قومك أنت الدماء السخينة
و أنت الحنين الى الحق أنت شموع المدينة
إليك و قد غادروك ككل الكنوز الدفينة
إليك ابتسامات جيل أبى أن يفارق دينه
أقول لهم أيقظوه لينقذكم من ضياع السفينه
فقد أزف الليل و استعطفتنا الدروب الضنينة
تقض مضاجع امتنا كي تظل سجينة
و تخفي وفاء التراث لكل القلوب الثمينة
و كان ابن باديس جذعا و من حاصروه السراب
أبى في المكاره أن يستظل بزهر الغياب(١)
و حاك الحضارة من أمة الطهر تعلو السحاب
و يرسي جبال الشريعة فوق قلوب الشباب
كتابي هو الشعب نصحي مداد يواري الضباب(٢)
و جمعية العلم تبني فتزهق روح الخراب
و تنبت أجنحة تنتمي للنبي و خير الصحاب
تفرخ أعشاشها فكرة كالسنا لا تهاب
بكل القلوب التي تعشق الحق رغم العذاب(٣)
“”””””””””””””””””” “””””””””””””””””””””””
١-في هذا البيت اشارة الى عودة العلامة عبد الحميد بن باديس من المدينة المنورة الى وطنه الجزائر ليستفيد شعبه من علمه تاركا الراحة و الأمان
٢-و هنا اشارة الى ان العلامة عبد الحميد بن باديس سئل لماذا لا تؤلف الكتب فاعتذر بأنه مشغول بإعداد الرجال و الأجيال
٣-في الأبيات الأخيرة إشارة إلى الجمعية التي أسسها العلامة عبد الحميد بن باديس (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) و كان لها تأثير كبير في نهضة الأمة و ثقافتها و تحررها