لم أندهش كثيرا حين خابرني راديو ال بي بي سي من القاهرة ليطلب مني التعليق والتوضيح على تقرير جاء على محطة ال بي بي سي من لندن حول إعلانات من أشخاص يعرضون فيها السكن المجاني بدون أي تكلفة مقابل ممارسة الجنس .
دعني اوضح أولآ أنه ليس هناك أي نوع من القيود على الحريات في المجتمعات الغربية .. الثاني أنه ومن حق الفتاه قانونيا متى بلغت الثامنة عشرة ( وقد ’تمارس الجنس قبل هذه السن ) ما دام ذلك برضاها وقبولها الطوعي على إعتبار أنها علاقة بين طرفين بالغين وراشدين .. الثالث أن من حقها ممارسة الجنس طوعا ومع أي عدد تريد من الرجال ولا يضر ذلك بسمعتها .. ولكنها ’تعتبر عاهرة في حال تقاضت أجرا على ذلك ..وفي هذه الحالة ’يسجل هذا كمهنتها وتدفع الضريبة القانونية .. ولا ’تنتقص حقوقها كإنسانة أو ’تعيّر بذلك .
وبالتالي ليس هناك قانون ’يجرّم الإعلان عن بيع الجنس وعلية فهذه الإعلانات ’تعتبر قانونية ؟؟؟؟؟ وتقع في خانة الخيار الشخصي ولا تخضع للقانون ما دامت لا تؤذي أحدا .. ؟؟
اللافت للنظر أنه وبرغم المناعه القانونية التي تحصّن بها هؤلاء الرجال لوضع إعلاناتهم وتفصيل ما يريدونه من خدمات جنسية مقابل السكن المجاني وعدم المشاركة في أي من النفقات الأخرى وهي كثيره جدا نظرا لغلاء المعيشة . إلا أن وضع 100 إعلان وفي يوم واحد على إحدى الشبكات الألكترونية لفت نظر الكثير من جمعيات العمل المدني والمنظمات النسوية التي لم تختلف بوجهة نظرها للموضع .
بأن القصد من هذه الإعلانات الإستغلال الجنسي للفتيات الغير ناضجات كفاية ليفهمن هذا القصد. و’تعرّض الكثير من اللواتي بلا مأوى للإبتزاز. ونظرا لغلاء الإيجارات في العاصمة يجعلهن ضحية لأنهن يت’قن للحياة في وسط لندن .. وقد ’يعرضهن للعنف بأي شكل من الأشكال .. وإن كان بإستطاعة أي منهن التقدم للشرطة في حال تعرضها لأي شكل من أشكال العنف.
وقد حث عضو البرلمان البريطاني بيتر كايل على نزع القانونية عن هذه الإعلانات في أسرع وقت ممكن .. وهاجم الشبكات التي تضع هذه الإعلانات .. وعارضها أيضا بول نوبل من منظمة خيرية تعمل لإيجاد مأوى لمثل هؤلاء المشردين وأصرّ على وضع المسؤولية الأخلاقية على هذه الشبكات التي تضع مثل هذه الإعلانات .. كما وأكّد أندرو ويلز من منظمة خيرية أخرى تعمل على منع الإتجار بالبشر بأن هذا الأمر ’يشكّل خطورة على المجتمع وعلى الفتيات وأنه سينظر في إعتباره غير قانوني في القريب العاجل ..
كما وتعمل الحكومة البريطانية على إعادة إستعمال صناديق الشحن الحديدية الكبيرة والتي تتخلص منها شركات الملاحه بعد فترات قصيرة حيث تعمل على إعادة إستعمالها بعد إدخال كل التطورات الحديثة التي تجعل منها سكنا لا ئقا ومعقولا لإيواء المشردين والذين بلا مأوى .
إلى هنا وإنتهى تعليقي .. ولكن ما أدهشنيكثيرا وأثار إستغرابي , سماعي لمداخلة إمرأة من أصول عربية تؤكد أنها تعيش تحت هذا الإتفاق وأن هناك كثيرات مثلها من أصول عربية يعشن هكذا ..
في كل الأحوال انا لا أدين أي إمرأة سواء كانت تمارس الجنس لتقتات منه , أم لمجرد حاجتها للسكن .. فأنا بشر ليس لي سوى التعاطف مع هؤلاء أما الحكم على أي منهن فليس حقي لأنه في الآخرة للديان فقط .. ولكن ذلك أعاد لي التاكيد بأننا كلنا بشر , وتحت قسوة الظروف قد نلجأ لأي شكل من أشكال الحلول لأزماتنا لا تختلف بإختلاف الدين أو العرق أو الجغرافيا ..
المصدر ايلاف