بينما تزداد قوة تنظيم القاعدة بسوريا في سعيها «للسيطرة التامة على المناطق المحررة»، حسب تقرير استخباري حديث للمعارضة المسلحة في سوريا، عبّر المعارضون المعتدلون عن رغبة جديدة في التوصل الى تسوية سياسية للحرب الأهلية الطاحنة. لكن من شأن اتفاق للسلام أن لا يكون سوى مقدمة لحربٍ جديدة ضد الإرهابيين.
وقد جمع البحث، عن انتقال سياسي، دولا ضمت روسيا والولايات المتحدة وغيرها. واجتمعت هذه الدول بهدوء بجنيف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) لمناقشة طرق تقديم المساعدات الانسانية لآلاف المدنيين الذين يواجهون خطر الموت جوعاً هذا الشتاء.
تركزت المفاوضات على تقديم المساعدات للمدنيين العالقين في ثلاث مناطق: مدينة حمص القديمة في وسط سوريا، ومدينة درعا على بعد ستة أميال جنوب غربي العاصمة السورية دمشق، ومدينة المعضمية على بعد حوالي ثمانية أميال جنوب غربي العاصمة.
وقد قامت فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة، بتنسيق مجموعة عمل خاصة بالإغاثة.
إن معطيات مفاوضات السلام موجودة، ولكن وكما هو الحال دائماً في الصراع السوري المأساوي، فإن قوات الكراهية الطائفية والخمول السياسي تبدو أقوى.
والفشل في التوصل الى مخرج للأزمة السورية والتي استمرت لعامين يقود، كما يتنبأ المراقبون، الى ما قد يكون كارثة انسانية هذا الشتاء، مع فقدان عشرات الآلاف من الأرواح.
ويقول اللواء سالم ادريس قائد الجيش السوري الحر المعتدل في مقابلة هاتفية الاثنين، إنه مستعد للانضمام الى ما يُعرف بمفاوضات جنيف 2 للسلام المقرر عقدها في 21 يناير (كانون الثاني) إن وافق النظام السوري على إجراءات بناء الثقة، مثل الممرات الآمنة للإغاثة للمناطق المحاصرة.
لم يضع اللواء ادريس استقالة الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق قبل بداية المفاوضات، بل قال بدلاً عن ذلك «يجب أن يأتي رحيل الأسد في نهاية المفاوضات». وردد هذا الموقف منذر اكبيك، المتحدث باسم المجلس السوري المعارض وهو الجناح السياسي المعتدل للجيش السوري الحر.
وأكد اللواء ادريس على التهديد الذي تمثله «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعة لتنظيم القاعدة، وقال إن الجماعة «كانت خطرة للغاية على مستقبل سوريا»، وأن الجيش السوري الحر سيكون مستعداً للانضمام للجيش السوري النظامي لمقاتلتها بعد رحيل الأسد.
ورسم تقرير أعده زملاء اللواء ادريس لوزارة الخارجية الأميركية، صورةً مخيفة لتوسع «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وحسب هذه الوثيقة فإن الجماعة تضم الآن حوالي 5500 مقاتل أجنبي، والذين يشكلون العمود الفقري لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في عمليتها الحساسة.
هؤلاء «الجهاديون» الأجانب يُجندون من بلدانهم بواسطة شبكة يقودها مقاتل يدعى أبو احمد العراقي، وبمجرد وصولهم الى سوريا «تربط الأحزمة الناسفة عليهم بصفة مستمرة، ويهددون كل من يتجرأ على مواجهتهم»، حسب ما جاء في تقرير الاستخبارات. و«أخطر مقاتلي القاعدة وأكثرهم وحشية» هم حوالي 250 مقاتلاً من الشيشان يتمركزون في ضواحي مدينة حلب، ويقوم بتنسيق عملياتهم مقاتل يدعى أبو عمر الشيشاني حسب التقرير.
وينضم الى هذه المجموعة الرئيسة من المقاتلين الأجانب حوالي 2000 من المجندين الشباب العقائديين، والذين يجتذبون في الغالب من شمال سوريا.
هناك 15000 مقاتل آخر يدعمون هذه المجموعة «بدافع الخوف أو الطمع». ومن ضمن اولئك مقاتلون من 14 قبيلة في منطقة الرقة، وثماني قبائل من دير الزور والمنطقتين في شمال شرقي سوريا.
كما يحذر التقرير من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وسياسة الاختطاف في المناطق التي تنتشر بها. وتحتوي سجون الجماعة على ما يزيد على 35 صحافياً أجنبياً و60 ناشطاً سياساً سورياً وأكثر من 100 مقاتل من الجيش السوري الحر. كما تتحكم في المناطق الرئيسة على طول الحدود التركية – السورية حيث تنتظر اختطاف الضحايا.
ويقول اللواء ادريس، إن الجيش السوري الحر يحاول القتال على جبهتين، فهو يقاتل مقاتلي تنظيم القاعدة في 24 موقعاً خلال الستة أشهر الماضية، كما يقاتل جيش الأسد. ويقال إن وكالة الاستخبارات الأميركية تقوم بتدريب حوالي 200 مقاتل للواء ادريس كل شهر، على الرغم من أن القائد لا يقر بذلك الدعم.
وفي ردٍ على سؤال حول النصيحة التكتيكية لتنظيم المزيد من عمليات الغارات السريعة لحرب العصابات «الهجوم والهروب»، قال اللواء ادريس، إنه نصح مجنديه «باقتال في مجموعاتٍ صغيرة، وضرب الأهداف ثم التحرك – وعدم محاولة السيطرة على المنطقة».
مسارا القتال والتفاوض يبدوان جيدين من حيث المبدأ، لكن المعارضين المسلحين لم يبلغوا القوة الكافية للتقدم في أي منهما، كما لم تبد الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الأسلحة الاضافية الضرورية. هناك دعم أكثر الآن لتسوية سياسية في مؤتمر جنيف 2 من ذي قبل، لكن من الواضح أنه حتى لو رحل الأسد، فإن حرباً سورية ثانية ضد تنظيم القاعدة تلوح في الأفق.
* خدمة: «نيويورك تايمز»
منقول عن الشرق الاوسط
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر