كان شعب الله يعانى من قسوة الأسر في مملكة فارس لكن عين الله عليه لا تغفل.فالذى سمح بقسوة الأسر و ضغطة الضيق هو الذى دبر قلباً غيوراً يرد وجه الشعب لله.و صوتاً غيوراً يطلب حق الشعب من الملك.الضيقات تحتاج قلباً و صوتاً..قلباً مخزوناً بالإيمان و الرجاء و المحبة و صوتاً يخرج كالصلاة من كل الكيان. هنا قلب الله فى(مردخاى) و هنا صوت الله فى (أستير) و هنا مجد الله عظيم.الإيمان عملاً داخلياً خفياً و الصوت ظاهر معلن و فى كل ضيقة نحتاج إلى ألإثنين معاً العمل باطنى و الآخر المعلن.الرب يعمل بالإيمان و الأعمال.يوجد دائماً وسط شعب الله من يجيد دور مردخاى و يقود الشعب فى صمت بنعمة و تدبير إلهى لا يدركه الكثيرون و توجد من تجيد دور أستير الجميلة البسيطة التى تتكلم بجرأة ليست عند الكثيرين.
– في قسوة الأضطهاد يظهر هامان الحقود.المتسلق على أكتاف شعب الله ليتقرب إلى الملك.ففى كل إضطهاد متسلقون و عند كل حاكم منافقين.لكن النعمة متى إنسكبت فى قلب الغيورين تصطاد أعداءها كالذباب.و رغم أن الملك لا يؤمن بإله مردخاى لكن النعمة تقتاده لكي يصبح خادماً لشعب الله .فإذا رأيت هامان يتعملق لا تحسبه منتصراً فغداً يتعلق و لا ينقذه أحد من الطيور الجارحة.هامان رمز إبليس الذى كان يعد الموت للجميع لكن مردخاى الحقيقي الذى هو ربنا يسوع إقتنصه على الصليب فكان الفداء لحياة أبدية.
– هذا الجيل الذى عايش أحداث إرهاب المسيحيين في مصر منذ السبعينات حتي اليوم رأى كيف أن الله دبر لكل مرحلة المردخاى المناسب.بدءاً من المتنيح البابا شنودة الثالث ثم المطوب القائمقام الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ثم فى وداعة و سكون قداسة البابا الوديع القلب الأنبا تواضروس الثاني .بقيوا يقودون الشعب بحكمة الروح و هدوء قلب بينما الأحداث تلهبهم من الداخل.ليسوا هؤلاء المباركين هم وحدهم مردخاى زماننا لكن حديثنا اليوم عن أستير و بناتها.
1- كانت الأستاذة إيريس حبيب المصرى من بنات أستير في هذا الجيل مؤثرة دافعت بالحق عن الحق بعلمها الغزير و هى تصوب التاريخ فى زمن بطل فيه الحديث عن تاريخ المسيحيين في مصر.أول من عينت مندوب للكنيسة القبطية في مجلس الكنائس العالمي بتزكية البابا يوساب.أول محاضرة في الكلية الإكليريكية و في معهد الدراسات القبطية. إحتملت من يعارض تأريخها لكن الخلاف معها إنحصر فى بعض ما دونت لكن لا أحد تجرأ على الإنتقاص من كونها صوتاً تلألئ فأضاء حقبة من حقب التاريخ في الكنيسة.
2- لما لم تعد حرق الكنائس شافية لحقد الأشرار بدأوا في حرق قلوبنا بشهداء الكشح ثم شهداء نجع حمادى عندئذ ظهرت إمرأة بألف رجل من بنات إستير و هى نائبة مجلس الشعب آنذاك د جورجيت القليني التي تصدت لمحاولة التعتيم على جريمة عبد الرحيم الغول و أحمد عز اللذين كان لهما يد فى تلك المذبحة.لم تصمت جورجيت لأنها بنت أستير الجريئة.وقفت قدام المنصة تفضح المجرمين دون أن تبال بمصيرها بعد ذلك.ساعتها كتبت لها مقالاً بعنوان لا تستقيلي يا جورجيت لأنها تعرضت لضغوط فوق الطاقة لكن الرب سندها.بينما في أحداث مثل التفجيرات المتتالية لم نجد واحداً أو واحدة من النواب الأقباط ال36 بالبرلمان له جزء يسير من غيرة جورجيت قليني ففقدوا الكثير من مكانتهم لذلك طالبتهم بإستقالة جماعية كنت أعرف أنهم لن يستجيبوا لها لأن قلوبهم لا تأكلهم إلا على أمور ليس من بينها أن يتحلوا بغيرة استير.
3- فى جيلنا بدأت القنوات الفضائية المسيحية و كانت الإعلامية الرائعة د منى رومان .زهرة جميلة نبتت فى قفر إعلامى .هى أوبرا وينيفر الإعلام القبطى حالياً و أول من خصص برنامجا حقوقياً يناقش قضايا لا يناقشها الإعلام العام.برنامجها من وراء الأحداث صار منصة للدفاع عن حقوق المسيحيين في أماكن شتى.هذه الغيورة بنت إستير لا تهادن أو تجامل فصارت صوتاً له تأثيره.تكرس منبرها للحق و لا تقصر في ذلك.لهذا خصصوا لها كتائب تتصيد كل كلمة تقولها لكي يثنونها عن أن تكون صوتاً جريئاً فإذا هى تزداد قوة و تدافع بمجاهرة حتى أنها تعد أول( ناشطة حقوقية مسيحية) فى جيلنا .بأقل الإمكانيات تتصدى أستير رومان لقضايا تحتاج الكثير لتقديمها في الإعلام لكنها أحد أعضاء جسد المسيح الواحد تشعر بالمقهورين و تكون لهم صوتاً.
4- الإعلامية القديرة دينا عبد الكريم التي تنقلت من سات 7 إلى برنامجها المميز نحو النور مع الإعلامي القدير إيهاب صبحى و لأنها كانت أمينة في القليل فالرب يقيمها على رسالة أكبر مما أتاح لها أن تكون على شاشة القاهرة و الناس فهى شجرة خردل تتجذر فى ثبات و تعط ثمرا وفيرا لأن قلب إستير يشغلها و غيرة الرب تأكلها فما فلحت قناة في تطويق غيرتها أو إحتواء لهيب قلبها على شعب المسيح ثم على القضايا المجتمعية الهامة.ها قد صار عندنا أكثر من استير.
5- ليس هؤلاء وحدهن بنات استير بل يوجد خادمات كثيرات كرسن أنفسهن لمعالجة نتائج كل إعتداء على كنيسة أو اسرة أو بنت مختطفة.تجول كل منهن تضمد الجراح و ترمم الثغرات و تسند المتعثرين.فى كنائسنا بنات كثيرات لأستير.يداوين الجراح و يجدن أنفسهن فى خدمة أولاد الملك .لا يبالين شيئاً عند الدخول إلى القرى المغلقة ووسط المشاعر الملتهبة في أخطار كثيرة بعد كل حادث.يتقدمن الصفوف بقلب غيور على شعب المسيح.أولئك المطوبات مكرمات فى عين الحارس السمائي.كأستير أيضاً.
———————
يا إله إستير و مردخاى.إله الحكمة و الجرأة.إله الكيان الباطني و السلوك المعلن.صالح بين داخلنا و خارجنا لنكون منك صورة الجبار الوديع.حين تكون إرادتك أن نصبح فى منصب إستير أشبعنا بغيرة إستير.إرفع أعيننا إلي قمة السماء فلا تتدانى إشتياقاتنا و لا ننسى لمن ننتسب و لمن سنكون فى الأبدية.فليكن رضاك بهجتنا أكثر مما نرضى الناس.لا تدع غيرتك تسقط من فكرنا لئلا نحتسب مع الأعداء.يا إله إستير الذى بالحكمة أعدها لتكون ملكة.فليكن لبناتها جمال شبهك و كمال شخصك فى مملكة السماء.إرفع قلوبنا من كراسى الأرض إلى عرشك السماوى حيث أنت ضابط الكل.كن أنت الحبيب الذى يملأ أعيننا و أفكارنا و حياتنا و لا يكن لك فينا أي منافس.أنت وحدك رجاءنا حتي نلتقى وجهاً لوجه.ها قد قرب اللقاء فأعدد لنا مراحمك الأبدية.