المصري اليوم: سحر الجعارة
ليس مهماً أن يعرف رئيس الجمهورية الفرق بين «الميجا» و«الجيجا» حتى وهو يحدث النخبة السياسية فى أزمة سد النهضة، وفى ظل حالة من «الظلام» تعم مصر بسبب الانقطاع الكهربائى!!. الدكتور «محمد مرسى»، الذى يحمل دكتوراه فى الهندسة، لا يعرف كيف يحسب طاقة توليد السد العالى للكهرباء، ولذلك خرج الأشرار يتندرون على خطأ عادى، دون أن ينتبهوا إلى الفخ الذى نصبته مؤسسة الرئاسة للمعارضة، لتبدو المعارضة وكأنها تقوم بـ«إستربتيز سياسى» وهى لا تعلم أن جلسة الحوار الوطنى مذاعة على الهواء!!. صدمت وأنا أرى الدكتور أيمن نور، رئيس حزب «غد الثورة»، يقترح أن: «تنشر مصر شائعات عن سعى مصر لامتلاك طائرات متطورة كطريقة استخباراتية لبث الخوف فى نفوس الإثيوبيين»!!.
وكأننا سنلعب «استغماية» فى معركة دبلوماسية تهدد مصر بالظلام والجفاف، ويجب أن تديرها لجنة على أعلى مستوى من الرئاسة والدفاع والخارجية والمخابرات.
لكن صدمتى الكبرى كانت فى الدكتور «عمرو حمزاوى» الذى قرر إضفاء شرعية على حكم الدكتور «مرسى»، ورفع شعارا ظاهره: «الحرص على الأمن القومى المصرى»، وباطنه البرجماتية السياسية!. حمزاوى، الملقب بـ«مهند السياسة المصرية»، لم تغب عنه مغازلة الرئيس وبطانته فأخذ يشكر الرئيس على الشفافية التى تمتعت بها الرئاسة المصرية فيما يخص أزمة سد النهضة.
هنا قررت أن «ألطم» وهذا حق دستورى!!. وفى عز «اللطم» وجدت «أبوالعلا ماضى»، رئيس حزب «الوسط»، يقول: «ممكن نطلع شائعات بأن مصر هتضرب السد» فأصابتنى هيستيريا من الضحك والبكاء وأنا أرى حال «النخبة السياسية»، التى يفترض فيها تكوين جبهة شعبية موحدة للدفاع عن حق مصر فى مياه النيل، والتفاوض مع الدول الممولة لسد «النهضة» الإثيوبى، وتدويل القضية لإطلاع الرأى العام العالمى على الأضرار التى تقع على مصر من بنائه.. (يا خيبتنا الثقيلة)!.
فى تقرير أمنى نشرته «المصرى اليوم»، ترى المخابرات أن محتوى الحوار بين القوى الوطنية والرئيس ربما يتم استخدامه ضد مصر فى المحافل الدولية، لأن به نوعا من التحريض على إثارة البلبلة فى المجتمع الإثيوبى(!!). وهذا معناه أن حقنا فى المياه وتوليد الكهرباء سوف يضيع وسط إدانة دولية بسبب الغباء السياسى، ولأن من يقال عنهم «نخبة» يخلعون حكمتهم وخطبهم «الحنجورية» خلف الكاميرات.. حتى جاء البث المباشر على الهواء لينزع مصداقيتهم!. هم أحرار فى تلطيخ وجوههم بتراب الاتحادية، شريطة ألا يشارك أحدهم فى يوم ٣٠ يونيو.. فنحن نتبرأ من أمثالهم.