إستراتيجية «الطغاة»

سامي النصفassadlaghing

في العام 1936 قام بكر صدقي بأول انقلاب عسكري عربي في بغداد، وبدأ منذ اللحظة الأولى بعمليات قمع واغتيالات ضد خصومه السياسيين، وفي العام 1949 قام حسني الزعيم بانقلابه العسكري ضد الشرعية في دمشق رافعا قميص القضية الفلسطينية ومزورا رغبات الأمة عبر الانتخابات معروفة النتائج سلفا، حتى إنه حصل على 103% من أصوات الناخبين وبعده تواضع الانقلابيون وبدأوا يكتفون بنسبة 99.99% من الأصوات عدا الانتخابات الأخيرة لصدام حيث حصل على 100% من أصوات الناخبين.. الأحياء منهم والأموات!

****

وبعد أن أدت الأنظمة العسكرية التي حكمت بعض دولنا العربية ما يقارب 4 عقود دورها وهدمت وخربت كل شيء جميل فلا تعليم ولا تنمية ولا صحة ولا اقتصاد، بل قمع وقتل ومقابر جماعية وهزائم عسكرية مخجلة، أُسود على شعوبها ونعام عند لقاء الأعداء، أبت تلك الأنظمة الانقلابية أن تودع دون أن تدمر ما بقي في أوطانها من عمران، لذا قامت بشكل مباشر أو تسببت بشكل غير مباشر في خلق الميليشيات الطائفية المسلحة الكفيلة بإشعال الحروب الأهلية مع شركاء الأوطان والتي تجعل بعض السذج يترحمون على حكم الطغاة السابقين المتسببين في كل ما جرى بعدهم!

****

إن ما نراه من تحالف الميليشيات المسلحة المدمرة في العراق وسورية واليمن وليبيا مع أنظمة الطغاة الانقلابيين السابقين أمر ليس مستغرباً على الإطلاق، فأجندات الأنظمة الانقلابية المشبوهة التي أتت بها أرحام المخابرات، هي تماما نفس أجندات الميليشيات الطائفية القادمة من نفس الأرحام المخابراتية الإقليمية والدولية، ولن تهدأ أوضاع العرب ويتحسن حالهم مادام هناك من يمجد طاغية انقلابيا أو يدعم ميليشيا طائفية تقسيمية!

آخر محطة: بين بكر صدقي صاحب أول انقلاب عسكري في بغداد وأبوبكر البغدادي زعيم الدواعش خيط رفيع متصل!

نقلا عن “الأنباء” الكويتية


This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.