لن أتطرق لتاريخ العمليات الإرهابية في اوروبا وفي لندن بالتحديد.. ما أود التعبير عنه صراحة بأنه آن الأوان لنقول الصدق.. سواء كانت داعش المسؤولة أم مرة اخرى ذئب منفرد.. فإن المسؤولية الأخلاقية تلزمنا
– إدانة هذه العملية الإرهابية ’يماثل إدانة كل جرائم داعش بدون أي تردد ولا تبرير بأي شكل هو ما ’يحدد الموقف الأخلاقي لنا سواء في المنطقة العربية أو في أي دولة أخرى..
– مسؤوليتنا في التعاون مع السلطات الأمنية بلا تردد تزيد الآن عنها في أي وقت مضى..
– مسؤوليتنا في رفض كل ما لا يتوافق مع العقل والمنطق والخير والمحبة مهما كانت مصادره والصدق مع النفس ومع ما حولنا في الدعوة للتغيير..
إعتراف داعش بمسؤوليتها عن العملية الإرهابية التي قام بها شخص واحد خلفت مايزيد عن العشرين قتيلا معظمهم من الأطفال لا يعني أن داعش خططت للعملية الإرهابية بل يعني نجاح فقهاء الدين في غسل عقول وقلوب شباب حين أقنعتهم بأن دماء البشر الغير مؤمنة مباحة لهم.. وهو نجاح مماثل حين قام متطرفون مصريون بتفجيرات في الكنائس المصرية. ولكن وبالتأكيد تم إستغلال العملية الإرهابيه من داعش وإعلان مسؤوليتها عنها للفوز بالنصيب الكبر من الدعاية الإعلامية..
الإزدواجية التي نشهدها في إدانة الأزهر للعملية بينما يرفض إدانة داعش.. ’تلزمنا بدعوة الأزهر على التصريح بأن الإسلام دين كبقية الأديان.. وإدانة كل أشكال الإرهاب من داعش ومن كل التنظيمات المتلحفة بالدين..
من قام بالعملية ليس بالضرورة أن يكون جزء من خلية إرهابية.. فلقد زرع فقهاء الدين الإرهاب في جمجمته.. حين درسوه بأن من لا يحكم بشريعة الله هم كفار يحل له قتلهم وأن ذلك هو أقصر طريق للجنة؟؟ حين زرعوا في جمجمته الحديث “” أمرت ان أقاتل الناس جميعا حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام “”..
هناك الكثير من الإثباتات التي تؤكد بأن إرهاب الكفار ركن أساسي وواجب على كل مسلم.. يؤسفني القول مرة أخرى بأن هناك الكثير من الحاضنات الفكرية والثقافية لثقافة العنف.. من خلال ترسيخ الخوف بحيث وصل التفكير إلى حالة من العقم الثقافي والإجتماعي الغير قابل على التطور وقبول الاخر وحتى قبول الحريات؟؟؟ والرفض المستمر من الهيئات الدينية والمجتمع لعملية التجديد الديني تحت مبرر بأن الدين صالح لكل زمان ومكان؟؟؟
مهزلة ان يخرج علينا شاب لم يتجاوز العشرينيات ( حمزة بن لادن ) ليقدم لنا النصائح الروحية ثم يحثنا على القتل كواجب ديني وتنفيذ عمليات في الغرب على أنها الفوز الأكبر والأسرع للجنان؟؟؟
نعم قرأت اليوم عن فتح مركز إعتدال ” لمجابهة الفكر المتطرف ” وأنه لن يركز على مواجهة جماعات العنف المتطرف مثل داعش والقاعدة فقط بل ستركز أيضا على جماعة الإخوان المسلمين وإعتبارها الحاضنة للجماعات الإرهابية كافة “”
وليس دفاعا عن الإخوان المسلمين مطلقا ولكن هذا التصريح يبقى ناقصا ومبتورا بدون الإعتراف بأن السلفية والتمويل العربي هما أيضا المسؤولان عن هذا الفكر المتطرف الذي وصل إلى الخطر الذي نواجهه جميعا في الشرق والغرب.. الإرهاب الذي حث هذا الشاب على إرتكاب الجريمة البشعة في حق أطفال أبرياء.. في رفض تام لحقهم في الحياة وحقهم في إختيار طريقة حياتهم.
المصدر ايلاف