مايكل روبين – كومنتري-( ترجمة كلنا شركاء)
وأحد من الأسباب الرئيسية الذي يدفع بعض المنظرين الإستراتيجيين الأميركيين لدعم الثوار في سورية هو الخوف مع امتداد وسيطرة النفوذ الايراني في المنطقة. سورية حليف استراتيجي لإيران منذ الثورة الاسلامية عام ١٩٧٩، وعليه فقد تم تشكيل المحور السوري الإيراني راعي الإرهاب في المنطقة، وكان له تأثيرعالمي. في حرب حزب الله مع إسرائيل عام ٢٠٠٦، ظهر بشكل جلي أن سورية هي شريان الحياة لحزب الله. أضف الى ذلك تدخل وسيطرة-حافظ الأسد والد بشار على لبنان الذي كان له تبعات وخيمة على لبنان، ففقدت بيروت موقعها كـ “باريس الشرق الأوسط”، وأصبح مصير لبنان بيد سورية دونما منازع.
يتعامل العالم مع ايران في جميع الازمات التي هي طرف بها كتعاملهم مع الفيل الموجود في الغرفة والذي لا يراه أحد اثناء النقاش، ويبقى الشغل الشاغل للدول الكبرى غرب أفغانستان وغيرها من الدول التي لا تشكل لب المشكلة في الشرق الأوسط. فدور إيران يتزايد يوما بعد يوم حتى اصبح العائق الاكبر أمام محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلة. كذلك الامر في السودان فإيران اليوم اصبحت تهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
للأسف فإن الإستراتيجيين الأميركيين يدعون لإطفاء الحريق بدلا من معالجة اسباب الحريق المتعمد. بالتأكيد، هناك مصلحة استراتيجية لأمريكا بعدم السماح لإيران أن تفرض نفوذها في سوريا، على الرغم من أنه من المشكوك فيه ما إذا كانت المعارضة كما هي عليه الآن-لن تشكل تهديدا ايضا للمصالح الامريكية. وببساطة، فإن العقبة الرئيسية في وجه السلام والاستقرار في الشرق الأوسط هي إيران، وانها منذ زمن طويل على الولايات المتحدة أن تدرك أنه لن يكون هناك أي انفراج بشأن أي مسألة تهم الأمن القومي للولايات المتحدة بدون زوال الجمهورية الإسلامية. وعلى الولايات المتحدة الإسراع في ذلك قبل فوات الأوان.
أرجو الانتباه الى ان السعي إلى تغيير النظام في ايران لا يعني السماح بقصف إيران أو اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يضع أي قوات أجنبية في ذلك البلد. ليس فقط لأن الاقتصاد الأمريكي لا يستطيع تحمل ذلك، ولكن لأن أي تدخل عسكري يؤدي لتقوية النظام الإيراني. و لدينا مثال على ذلك فأفضل فرصة كانت لآية الله الخميني لدعم الثورة الإسلامية وحشد الشعب الإيراني تحت رايته قيام صدام حسين بالعدوان على ايران. ذلك العدوان كان إنقاذاً للخميني فقد كان الايرانيون يتململون و ينفضون عنه فلم يتقبلوا قسوته والفكر الأيديولوجي الذي جاء به. لكن الحرب مع صدام حسين سمحت للخميني بحشد الشعب الايراني تحت رايته وبدون بذل أي مجهود.
لقد عارضت دائما ضربات عسكرية لإيران لسبب بسيط: الضربات العسكرية قد تؤخر طموح آية الله لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، ولكن ما لم يكن لدى الولايات المتحدة سياسة مدروسة للاستفادة من هذا التأخير، فإن واشنطن تفرط برجالنا ونسائنا في القوات المسلحة بدون اي نتيجة ايجابية من هذا العدوان. وهذا التدخل العسكري لن يشكل فقط تكلفة هائلة من الدم والمال لأمريكا وكذلك لإيران، وسيكون أيضا إساءة لاستخدام الجيش الأميركي. عندما يتحدث الناس عن ضربات عسكرية على ايران “كملاذ أخير” لا يفكرون باستراتيجية بعيدة المدى. فهي ليست الحل.
ومع ذلك، هناك استراتيجيات أخرى كثيرة يمكن أن تعزز تمكين المواطن الايراني بشكل مباشر لعزل نظامه. فالفساد في إيران والحالة المذرية لحقوق الإنسان كفيلان بالاطاحة بهذا النظام. لذلك فدعم منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان يجعل المجتمع الايراني يتخلص من دكتاتورية نظامه.
بعض المحللين ينظرون إلى انتخاب حسن روحاني كحدث ايجابي بالنسبة لواشنطن لبدء المصالحة مع طهران، و لكنهم مخطئون. ليس فقط لأن روحاني ليس معتدل كما يفترض البعض، ولكن يجب أن نلاحظ أنه لم يتم السماح لاي شخص أكثر ليبرالية من روحانى لم يقدم الطاعة والولاء للمرشد الأعلى بالترشح للانتخابات، لو ان اي مرشح مستقل عن هذه السلطة استطاع دخول الانتخابات فسيفوز بأغلبية ساحقة.