ميس الكريدي : كلنا شركاء
أترى حين تفقئ عينيك هل ترى ؟؟
هي أشياء لا تشترى ..
ذات صباح من صباحات الثورة دخلت في جدال سفسطائي مع صديق من مخلفات اليسار الممحوق في بلدي على يد الأنظمة ونحن..
شرق الظلمات يريد دمشق موسكو الصغرى, ويصارع الامبريالية الامريكية ..ويظن ستالين مازال جنرالا على جبهة القفقاس, ويحلم بطائرة بريجنيف بكاتم الصوت تحلق فوق رأسه ليرتفع العلم الأحمر..وينسى أن عهد دمشق بالسياسة حكايات مقهى صمت من يوم تنطح البعث للاشتراكية , و التجار يرشرشون الطرقات أما م دكاكينهم ..وهمهم أن لا ترسو بسطة أمام الدكان إلا إذا كانت لابن صاحبها وصاحبها..
لم يفهمني ولم أفهمه مازال غارقا في ديانته اللينينية يناقش خلافات تروتسكي مع ستالين ويلعن الرأسمالية , ويشتم اقتصاد السوق الحر ..وتهمه معدلات البطالة في أوربا الشرقية أكثر من رأس الأمين العام لحزبه الصاغر في أروقة الأمن السوري يحددون له كم مخبرا سيجلس خلف كمبيوتر في جريدة الحزب الرسمية. وماذا سيكتب المحلل السياسي.
أنا لا ألوم أحدا في جائحة انتهاك الحرمات في بلد الظلام والظلم ..لكنني تمنيته في جلستنا الخاصة أن يفهم لماذا يناضل نصف قرن في حزب يتعين أعضاء مكتبه السياسي في الجبهة الوطنية بقرار من الفرع رقم ….
دعوني أعترف بكل اعترافاتي في هذه الثورة ..أنا لست ملاكا وهو ليس خالص العيوب ..إنه مخلص للوطن من عتق الكدح وعرق الكادحين شعار لا أسلبه له فهو ما كان يوما إلا مخلصا ككل قواعد الزعماء الذين ما مارسوا سياسة في سورية ..لأن سورية الأسد عقيمة لاتنتج إلا أتباعا والبسطار حاميها..
لكن لماذا الاخوان أول حكايتي وأوسطها وأرجو أن لا يكونوا كل خواتيمها..لأننا وسط الجدل اختلفنا لأجلهم ولعنة اليسار واليمين واستعدت تشبيها لصديق قال لي يوما لا تتعبي حالك حركة المعارضة السياسية عندنا متل ….الحلبية باليمين بتنفع وباليسار بتنفع..
كيف اختلفنا ؟؟؟
قلت لصديقي نحن العلمانيون لسنا أقل إقصاء من النظام ..إنهم شركاء ومظلومون ..والنظام هجرهم وحاربهم وقتلهم والقانون 49 ووو..هم ذراع سياسي منظم ..هم عاشوا خارج سورية سيكونون بفعل وجودهم في أوربا وأمريكا والعالم أكثر انفتاحا منا ..يعملون بالعمل المدني يتكلمون عن الديمقراطية…بالعربي نزلتهم من السما بقفة..
طبعا كانت نتيجة كلامي عنهم رد واحد أحد ..كاذبون متسلقون ..طائفيون ..دعاة عنف..
بين رد وصد ورفض مني لما يقول ومنه لما أقول اختلفنا وطلعت أصواتنا على بعض وصرت أنا السلفية المقنعة بسفوري وهو اليساري الالغائي المتردد في موقفه من الثورة..
أكتب اليوم اعترافاتي كلها لأنني أؤمن بالمراجعة والمحاسبة وعلنا أفضح نفسي لأنني أبحث عن حريتي والصدق أنجى..
مشيت على خطا قناعاتي …..وبدأت أتواصل بتواضع واستعطاف مع قيادات سمعت إنها وازنة عندهم ومن على السكايب خضت كثيرا من محاولاتي الوطنية ..
اليوم وأنا أنحني أمام سورية لتسامحني أعترف بجهلي وخطأي ومراهتقي السياسية وقتها ..طلبت من كبار قادتهم بعد أن جاهرت بموقفي منهم وبقبولي بقيادتهم في أكثر من محفل ومؤتمر ..طلبت أن يدعموا مجموعة في ريف دمشق ..مجموعة يقودها رجل متدين معتدل معروف بوطنيته وبانه من حملة لواء الثورة وبلا جدوى..
في المجلس الوطني يمثلني بعض الشخصيات ليست إخوان نعم ولكنها مجرد خرق وخيالات ..فبقيت أظن إن هؤلاء الخرق والملصقات عبء على الاخوان يعرقلون مسيرتهم السياسة ..لأكتشف بعد حين إن المطلوب حول الجماعة أن تكون هناك شلة من الضعفاء المعلقين بين أرض وسماء ..بدون الرضا من هنا وهناك محصلتهم صفر وهي صفر…
أحكي حكايتي هذه على سبيل الدردشة لتكون يوما صفحة من مذكراتي الشخصية التي نسيت في ساحات وغى المعارضة أن أكتبها..
وأنهي اعترافي بأنني كنت في وهم ووهم تجلت لي الحقائق في خلوة الغربة في القاهرة التي تتلظى نارها الاخوانية وتعدنا بواقع أليم ..
لقد فعل الاخوان بنا أو لنقلها بصدق أكثر متنفذي المجلس الوطني .. الائتلاف الوطني الذي رسم خطته وأعد فكرته الاستاذ رياض سيف بعد مشاورات مع دول عديدة منها الولايات المتحدة على حد تعبير مندوب من سفارتهم بالقاهرة حيث التقيته برفقة صديق..
ليس لنا بالسيرة الطويلة وجدت فكرة سيف سبيلها للنور الدولي وذهب السادة ال vip للدوحة ليتباركو فماكان إلا ركوب المجلس على الائتلاف بقيادة الأستاذ جورج صبرا الذي سحق كل حلم الديمقراطية اليساري بالاصوات السبع التي جعلته رئيسا للمجلس….وبسبب الثلثين وحكاية الثلثين أغلق الائتلاف وبانتظار إعادة الهيكلة ورجعنا لمسلسل المجلس الوطني ..
..وحفاظا على المشاعر الشخصية لبعض الأصدقاء اللي على حد تعبير دكتور حازم نهار معارضة تيتي تيتي ..لن أذكرهم فهم يعرفون أنفسهم يحملون حقائبهم من مؤتمر لمؤتمر وليس لهم لا حضور ولا طعم ولا لون والذين قذفت بهم الصدف أو الولاءات وبالحالتين كمالة عدد.