إلى أحبائي المؤمنين بالمسيح …
منقولة بتصرف من إحدى أقاصيص الفصح المجيد.
كان علاء طفلاً صغيراً، وُلِد بإعاقة دائمة وتأخير عقلي واعتبره الأطباء ميؤوساً من شفائه ومشرف على الموت.
أهله الحريصون على مساعدة إبنهم الوحيد ألحقوه بمدرسة الحي لكن علاء كان صاخباً يزعج معلمته ورغم أنه جاوز عمر الإثني عشر عاماً إلا أنه كان لا يزال في الصف الثاني.
استدعت المعلمة أهله وأخبرتهم بأن علاء يحتاج إلى مدرسة للإحتياجات الخاصة وأنه غالباً ما يقوم بحركات لا إرادية ويصدر ضجيجاً يؤدي إلى تعطيل حسن سير الدرس.
بكى الأهل وأعلموها بأن المدرسة التي تقترحها بعيدةٌ جداً عن مسكنهم وأن علاء يحب هذه المدرسة كثيراً وسيصاب بإحباط شديد إذا غادرها …
جلست المعلمة بعدها تعاني من عذاب الضمير خاصة وأن عليها أن تتعاطف مع أهل علاء بالرغم من تأثير علاء الضار على العشرين طفلاً الآخرين وهي مسؤولة عنهم في صفها.
في ذلك اليوم ترك علاء مقعده في الصف في إحدى لحظات صحوه النادرة، تقدم منها وهو يجر ساقه الملتوية ليقول لها: أنا أحبك يا آنسة …
آلت المعلمة على نفسها أن تبذل قصارى جهدها لمساعدة علاء، فمصيبته ومصيبة أهله لا تُقارِن مع ما تشعر به من إحباط.
أتى الفصح المجيد وبعد أن شرحت المعلمة للأطفال ال21 أهمية قيام المسيح وأنه يشير إلى إنبعاث الحياة من جديد، قامت بتوزيع 21 بيضة پلاستيكية كبيرة فارغة وطلبت منهم ملأها في بيتهم بما يشير إلى عودة الحياة من جديد …
كانت المعلمة مقتنعة أنَّ علاء لن يفهم الواجب المدرسي الذي طلبته، وعاد الأطفال بعد عطلة الفصح متحمسين وكل واحد يحمل بيضة الفصح الخاصة به.
فتحت المعلمة البيضة الأولى فوجدت زهرة، فقالت: مرحى، إن الزهرة تدل على عودة الحياة ..
فتحت الثانية فوجدت فراشةً بلاستيكية تبدو حقيقية فقالت: هذه أيضاً تشير إلى عودة الحياة من جديد ..
فتحت الثالثة فوجدتها فارغة وقالت في نفسها، هي حتماً لعلاء فهو لم يفهم المطلوب، ولكي لا تحرجه تجاهلت البيضة وهمت الى فتح الرابعة …
هنا، صدر صوت من علاء ليقول لها: لماذا لم تذكري ما وجدتيه في بيضتي. قالت له: ولكنها فارغة، قال بثقة: ألم يجدوا قبر المسيح فارغاً بعد ثلاثة أيام؟ قالت: وهل تعرف لماذا؟ قال: لأنه قام، استدعاه الآب لكي تستمر الحياة …
بعد ثلاثة أشهر توفي علاء، وفي لحظة دفنه فوجئ المعزون بوجود عشرين بيضة بلاستيكية فارغة من رفاقه في الصف فوق نعشه …
فصح مَجِيدٌ يا إخوتي في الوطن …
قصة جميلة جدا .