امى امرأة ولدت و معها سيف اسمته صلاح الدين. إنها جميلة , طيبة و عصابجية فى نفس الوقت.
فنحن نولد نحمل معنا طيبة الأرض و روح المحارب. فى وصف اهل “اَكّد” من قبل البحاثة القدامى اسموهم بالمحاربين, فالفطرة كانت قاسية نتيجة حجم الخير التى تعطيه الأرض و حجم الجَذَب فى دول الجوار. فيحاول الجميع القدوم الى ارض عدن فى قرنة آدم و شجرته الأزلية حيث يلتقى دجلة و الفرات فكلهما حلو, فتخيلوا زواج الحلوين.
البلبل طير موجود منذ القدم يغرد و “يبلبل” و لقد جاء فى الإنجيل المقدس (تبلبل اللسان فى بابل) بمعنى نطق اللسان, علماً بأن البلبل سبب غناءه هو وضعه الماء فى التين صباحا و بعد ثقب التينة و هى على الشجرة, ثم يأتى قبل الغروب فيشرب الماء فيسكر طرباً.
ماما, كما يحلو للأطفال قولها علمتنا قبل ان نأكل كيف ان نقاتل و علمتنا قبل ان تُغَير الحفاضة, كيف نحافظ على حقنا, وهى تشبه حراس الحدود فى دفاعها عن بيتها و لو امى زوجها ابى لأعتقد انها فحل!
إنها اليوم فى وقت وزمن الراحة و لكنها مثل نوشة و وداد متنكبة سيف صلاح الدين حتى فى الليل فهى تحتضنه بعد مغادرة ابى الى ارض السلام.
الجميع يخشاها عندما تغضب و لكن الكل يتودد لها ساعة الطعام و خصوصاً طعامها جميل كما هى باهيتها.
هذا هو وصف امرأة لا يستطيع القيد ان يحاصر معصمها, فهى حرة, ابية, جامحة, صاخبة, غاضبة , هادئة, حنون, تغرد مثل البلبل عندما تشرب الماء من التين
إنها ولدت فى خاصرة الأرض فهى مشرق المغرب و مغرب المشرق فالشمس تغادرها خجولة و الليل يأتى لكى يعم الطرب حتى الصباح و هو كذلك يغادر خجلاً تاركاً ورائه بصماته الجميلة.
فتحية كل فحول النساء, فحول القلم والسيف.
“إنها إمرأة عربية و هذا هو توقيعها”