طلال عبدالله الخوري 4\8\2014 مفكر دوت اورج
تبنت الشعوب والامم مختلف المشاريع القومية والوطنية, السياسية منها والاقتصادية والايديولوجية-الدينية ومنها ايضا العسكرية, خلال مسيرتها التاريخية من اجل بناء كيانها والنهضة والتقدم والازدهار في مجتمعاتها, وكانت هذه المشاريع تتفاوت في نجاحها وفشلها, حسب الظروف الجغرافية والاقتصادية والسياسية والتاريخية المحيطة بها.
نستطيع ان نصنف هذه المشاريع من حيث النجاح والفشل , ومن حيث البنية الى مشروعين رئيسيين, المشروع الاول وهو الايديولوجي العقائدي الديني المغلق, والمشروع الثاني وهو المشروع الحضاري المنفتح.
اولا : المشروع الايديولوجي العقائدي الديني المغلق
ويعتمد هذا المشروع على تجميع الناس حول عقيدة ما يمكن ان تكون دينية مثل الاسلام, او عالمية مثل الشيوعية والاشتراكية, او قومية تعتمد على تفوق عنصرى عن بقية الشعوب, ومن اهم هذه المشاريع تاريخاً هي:
مشروع الدولة الاسلامية الدينية الفاشلة في كل من السعودية وايران وطالبان والصومال والسودان, وداعش العراق وسوريا, وقبلها في العهد العثماني, و الاموي والعباسي والراشدي.
مشروع الدولة الدينية الشيوعية الفاشلة في اوروبا الشرقية والصين وكوبا وكوريا الشمالية.
مشروع الدولة الدينية القومية الناصرية في سوريا ومصر.
مشروع الدولة الدينية القومية البعثية الفاشلة في العراق سوريا, والتي تحولت الى ديكتاتوريات عائلية.
سبب فشل كل المشاريع الدينية هو انها تعتبر العقيدة الايديولوجية هي صحيحة 100% او دينية منزلة, ومن اجل هذا تقوم بلي عنق الطبيعة البشرية الخلاقة لكي تتماشى مع العقيدة؟ لانهم يعتبرون ان العقيده هي الاسمى! ومن اجلها يمكن التضحية بحرية الانسان وابداعه لاثبات صحة العقيدة وسموها عن الجدل والخطأ؟ مما يؤدي بالنهاية الى الحكم الاستدبادي الديني, وهذا بدوره يؤدي الى قتل الابداع عند الناس, وعدم الاستفادة من طاقاتهم بشكل مثالي, مما يؤدي الى تفشي الفساد وتدهور الاقتصاد ويعيش الناس في حالة مزرية كما هي الان سوريا ومصر والعراق ومعظم الدول العربية.
ثانياً: المشروع الحضاري المنفتح
ويعتمد هذا المشروع على عدم تبني اي ايديولوجيا, وانما فكرتها بسيطة جدا وطبيعة وتتمحور حول الانسان ذاته وكونه بطبيعته مبدع وخلاق فقط لا غير…, وبالتالي, إذا تم تأمين الظروف الملائمة له من حرية ودمقراطية وعدالة وحقوق انسان وقوانين اقتصادية حرة تعطيه ثمرة جهده وكده بعدل, فان هذا الانسان سيخلق المعجزات!! وهذا بالضبط ما حصل في اميركا واوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وسينغافورة, وكل البلدان الناجحة في العالم, حيث تكون سياستها الوحيدة هو تأمين الظروف الملائمة للانسان للابداع فيها, من دمقراطية وعدالة مستقلة, وسوق تنافسي حر وحقوق الانسان, وبهذا الشكل ابدع الانسان بها وصنع المعجزات والتي تذهلنا كل يوم, من انجازات على كل الاصعدة العلمية والتكنولوجية والفكرية والفنية والاجتماعية.
من هنا نرى بان اي وطني سوري عليه ان يختار المشروع الحضاري ويرفض المشروع الديني ان كان قومياُ او اسلاميا او يساريا, لكي ننهض بسوريا بعد اسقاط عائلة الاسد الاجرامية الى مصاف الدول المتحضرة ولكي يعيش الشعب السوري برقي ورفاهية وازدهار