– سمح الرب الإله للشيطان أن يجرب إيوب البار.فإذا هو يبدأ ضرباته المتوالية بالتدريج هادفاً إلى القضاء على كمال هذا البار.قضى بضربته الأولى على الأتن ثم فى الضربة الثانية قضى على الغنم التى منها يقدم أيوب ذبائحه اليومية ثم الضربة الثالثة التى قضى فيها على الجِمال و إذ رأى أمانة أيوب قال فى نفسه أنه يجدف لو أمات أولاده العشرة فقام بضربته الرابعة وقتل جميع أبناءه ولكن أيوب المتمسك بثقته فى الله إحتفظ بكماله فعاد إبليس مغلوباً بعد الأربعة ضربات و طلب تصريحاً بالضربة الخامسة والأخيرة ليمد يده إلى جسد ايوب نفسه لأنه قال في نفسه أن كل الضربات السابقة كانت خارجة عن أيوب فاحتملها.كان إبليس يعمل ضد أيوب لكن من بعيد.لم يواجهه أما هذه الضربة الأخيرة فهى تحد واضح وجهاً لوجه مع أيوب الصديق أو بالأدق مع إله أيوب البار.ضربة إستهدفت حياة ايوب نفسه. هذا شبيه بما سيحدث في البوق الخامس أن الناس سيشتهون الموت و لا يجدونه.ضربة تجعل الموت أهون من الحياة .لكننا رأينا صبر ايوب و علمنا مكافأة الرب لعبده الأمين.أى1و2
– كانت الأبواق الأربعة الأولى ضربات بدون مواجهة مثل الضربات الأربعة الأولي لأيوب البار(الأتن-الغنم-الإبل-الأبناء). ضربات تفسد البيئة المحيطة بالإنسان (البرد و الدم و النار و البحر و الأنهار,الكواكب و الشمس و القمر و النجوم) .أما الأبواق الثلاثة الأخيرة فهي كالضربة الأخيرة لأيوب البار مواجهة مباشرة بين البشر و قوات الشر الروحية لهذا سماها الملاك الطائر الويلات.من أجل هذا يراقب الروحانيون الطبيعة و يحتاطون لأبديتهم فالله يخاطبنا بالطبيعة و كلامه عن مبتدأ الأوجاع يؤكد ذلك مت24.
– البوق الخامس هو الويل الأول, الوحى الإلهي لم يستخدم كلمة ويل في العهد الجديد إلا نادراً .كانت تستخدم للتعبير عن الغضب الإلهي على أشخاص بعينهم (الكتبة و الفريسين- يهوذا- من تأتي من جهته العثرات) أما الويلات الثلاثة القادمة فهى لأول مرة تستخدم ضد كل شعوب الأرض ما عدا المؤمنين بخلاص و قدرة إلهنا.هذه علامة الإرتداد عن الرب أن البشر إستحقوا الويل. الخلاص قدامهم لكنهم رفضوه..إبليس هو الكوكب الساقط من السماء الذى يظهر في هذا البوق.و مع أن إبليس سقط من السماء قبل خلقة الإنسان لكن محبة الرب لخلاص النفوس كررت قدام الناس على الأرض مشهداً حدث قبل أن يوجدوا.ليروا كيف سقط إبليس من السماء و كيف صارت هيئته الساقطة الكريهة.لعلهم يكفوا عن سقوطهم و يروا نتيجة فقدان المسيح فيتوبون..
– الويل الأول لأن إبليس قد فُك سجنه و تحلل من قيوده .حين يعطه الرب مفتاح بئر الهاوية فهذا يعنى أنه يعطه السماح بالخروج من الهاوية مكان سجنه منذ هزيمته عند الصليب.إذا كنا نري الملائكة تصحبها البخور و صلوات القديسين فالشيطان يصحبه الجراد و الدخان الخارج من الهاوية يعمي الأبصار و القلوب.الجراد الطبيعى يموت من الدخان, يأكل الأخضر و يستوطن الأشجار لا يأكل الناس و لا يلدغهم.هذا هو جراد الأرض لكن جراد الهاوية ليس مثل الجراد الذى نعرفه بل هم جنود إبليس الساقطين مثله .لذلك لم يمسوا النباتات و الأشجار فجراد الهاوية عدو للإنسان وحده .سميت الشياطين هنا جراداً لأن الجراد يقضي علي الكل الأخضر و اليابس بغير شفقة .إذا أغار على مكان إلتهم كل ما فيه و تركه عارياً خالياً من الحياة . خرج إبليس و جنوده يريدون أن يفسدوا كل الناس وأثمارهم لكي يتعروا من كل صلاح و بر حتى يحرموهم من الحياة الأبدية. الدخان المرافق للأرواح الشريرة يجعل العيون تدمع لكنه لا يجعل القلوب تخشع. فدموع الدخان كاذبة و الندم من غير الروح القدس باطل.
– خرج الجراد:ظهر الشر بغير ستار.أخذ إذناً أن يضر الناس دون أن يقتلهم.نفس الإذن الذى أخذه إبليس فى تجربة أيوب الصديق.الرب ضمن للناس الحياة مع أنهم أشرار لعلهم يغتنمون الفرصة و يتوبون. حتي لو طلبوا الموت لن يجدوه لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع و تحيا نفسه.لذلك كم من مرة يرفض الله طلبة اليائسين إذ يقولون كيونان النبي (موتي خير من حياتى) يونان 4.الجراد الشيطانى وضع سمومه فى دم الناس كما تفعل العقارب إذا لدغت.تشل حركة الإنسان. الجراد الشيطانى إذا وقف على رأس الإنسان أوقف تفكيره و أفقده إرادته لئلا ينتبه و يتوب هذا سم الأرواح الشريرة لمن لا يحتمون بالمسيح الحى.
– أولاد الله و جراد الهاوية:خيل الحروب سريعة.و إنتشار الخطية مثله.جنود إبليس كالخيول.لا تتراجع بل تندفع نحو الموت دون تردد لأنها لأجل الموت خرجت.أما أولاد الله فيهربون من الموت إلى المسيح.المسيح هو الحياة لنا و هو الموت لجراد الهاوية.أولاد الله لا يسابقون الجراد لأنهم يسيرون فى طريق أخرى كالمجوس الساجدين لملك الملوك حين إبتعدوا عن السير فى طريق هيرودس القاتل.الذى على رؤوس الجراد ليس إكليلاً و الإكليل الذى يلمع فوق رؤوسهم ليس ذهباً.الشيطان يغير شكله إلى شبه ملاك من نور 2 كو11: 14 لكن لا هذا إكليل من ذهب و لا هذا ملاك.هذا خداع الأرواح للأرواح يفلت منه المتضعون.إذا جاء الجراد يتخايل بعظمة كاذبة كأنك ترى رؤيا فإهرب لإسم المسيح تجده يتبدد كالدخان الصاعد من بئر الهاوية.أكاليل الجراد ليست ذهباً لأن الجراد هو الخاسر و هو الخسارة ذاتها فكيف يقتني ذهباً. الذهب عند أولاد الله هو كلمة الخلاص و محبة الأخوة من القلب. الذهب يجمع الأخوة معاً و الدخان يفرق الشعوب.إقتن كلمة الله ذهب المسيح فيضمك في حضنه لأنه الحياة و الخلاص العظيم.
-دائما يغير شكله لأنه قبيح . مرة يجعل الجراد نفسه شبه ملاك بإكليل زائف و مرة يجعل نفسه إنسان بشعر زائف.شعر النساء طويل وإبليس طويل البال لا يهدأ حتي يقضى علي خصمه أو يقضى عليه الخصم.شعر النساء كثيف و حيل إبليس متعددة.ليس الكلام هنا عن مقارنة بين النساء و إبليس لأن النساء هن إناء الله للمجد لكن الوصف يأتي مما يصور الشيطان نفسه كى نحتاط منه و نتحصن بالمسيح يسوع.شعر النساء يظهر جمالها و الجراد القبيح يتجمل بشعر النساء و يجمل أفكاره و مقترحاته من الخارج و هي كالقبور من الداخل. و كما إستخدم إبليس حواء ليسقط آدم و إستخدم زوجة ايوب ليسقط ايوب فى التجديف هكذا يبدو الجراد كأن له شعر النساء لكي يستغل عاطفة الرجال فى إسقاطهم.فى العبادة تغطى المرأة شعرها الذى هو مجد المرأة لأنها تستبدل مجدها بمجد المسيح فيختفي شعرها و يظهر مجد المسيح فيها .كشعر النساء المختفي هكذا الجراد الشيطاني يخفى أكاذيبه و حيله بتبريرات عديدة تنتهى بالهلاك إذ ليس فوق شعر الجراد مجد المسيح بل ظلمة الموت.
– جراد الهاوية مخرب كجراد الأرض. يعيش ليخرب أي مكان يعيش فيه.ها هو الشيطان يظهرعلى حقيقته وحشاً يكشر عن أنيابه..أسنان الجراد وسيلته الوحيدة للحياة فمتى تهشمت مات. لكن أبو الكذاب ينتحل أسنان الأسود وقد فعل هذا مع أيوب البار الذى وصف زيفه بإظهار دائرة فكه و اسنانه المرعبة. أى41: 14. ما أجمل تسبيح أيوب البار لله قائلاً : هشمت أضراس الظالم و من بين أسنانه خطفت الفريسة أى29: 17. أولاد الله لا ترعبهم الأسنان الظاهرة و لا الأضراس الخفية لجراد الهاوية بل يتلذذون بدهسه بإسم المسيح و يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا.الجراد رغم كل قوته مغلوب كثعبان منزوع السم .
– لإبليس دروع كأنها من حديد لكنها ليست حديد و هى تتحلل كالماء بإسم المسيح.للجراد دروع تدارى قباحته و ما فى قلبه ضدنا من خصومة و كراهية.مع أن أولاد الله لا يجهلون حيل إبليس و يعرفون تماماً ما في قلبه.الدروع الكاذبة لا تخفى القلوب الفاسدة.
– صوت أجنحتها كصوت مركبات خيل مقاتلة.الصوت زائف.الأجنحة مقصوصة.فقد إبليس مكانه فوق و صار مسكنه الهاوية تحت. الهاوية لا تحتاج أجنحة.فلا تصدق إبليس.إن هاج ألجمه بالصليب و إن خادع إفضحه بالروح القدس .إن صمت إطرده عنك و إن تكلم فإنتهره كما فعل المسيح ربنا.كل المشورات الفاسدة و الكذب الرخيص و الرياء,كل المظاهر الكذابة و الكلمات الملتوية.كل فساد الضمير.هذا هو صوت أجنحة الجراد و أولاد الله بسلطان الله يدوسون الجراد و العقارب و كل قوة العدو.
– هذا المهزوم بصليب ربنا يسوع لن يتجاسر علينا.ألم يتجاسر جليات فهزمه الصبي داود بإسم الرب.فإذا كان جليات مثل إبليس فكلنا داود.إبليس له إسم بالعبرية أبدون أي الخراب و باليونانية إسمه أبوليون أى المهلك .هذه أسماءه لأن ليس كالمسيح يكتبون فوق رأسه عند الصليب بالعبرية و اليونانية و الرومانية هذا هو ملك اليهود .إبليس ليس ملكاً لأحد و لا لشيء هو مخرب الممالك كلها.و نحن معنا رب الجنود فمن علينا. كلمة فمه تخرج كالنار و تحرق أعدائنا. و كما إختفي تماماً يوحنا الرائي وقت هذا البوق سيختفي أولاد الله من قدام أعين إبليس و جراده لأنه لا سلطان على أولاد الله إلا سلطان إبن الله.الجراد ينتشر بسرعة و لكنه يندهس بسرعة أيضاً .الويل فقط لمن يتكل على ذاته و يهاجم الجراد من غير مسيح.الويل لمن ينخدع بمظهر الجراد و يصدق صوته.فلنمتلأ بالروح لأن نور الثالوث الأقدس يسكننا و يقهر ظلمة إبليس و جراد الهاوية.هذا درس البوق الخامس فلنصلي لنفهم البوق السادس.
#Oliver_the_writer