لا اعرف فى اى أرض يستقر الآن المطرب السورى الشهير صباح فخرى.. هل مازال يعيش وسط الانقاض فى احدى المدن السورية أم اختار ارضا ووطنا اكثر امنا وعاش فيه..
كان صباح فخرى صاحب المواسم الغنائية الجميلة فى العواصم العربية وكان مشاركا بصفة دائمة فى مهرجان الأغنية العربية فى دار الأوبرا بالقاهرة.. وقد سمعته لأول مرة وهو يغنى فى واحد من اشهر المهرجانات العربية فى الأردن ثم تابعت مشواره الطويل وكنت دائما احرص على حضور حفلاته فى القاهرة.. كان محمد عبدالوهاب من اشد المعجبين بصوت وأداء صباح فخري.. وقد حاولت اصوات كثيرة تقليد أداء صباح فخرى وان بقى نسخة واحدة ووحيدة .. كان عاشقا للقصائد العربية جريئا فى اختيار كلماتها من بين دواوين الشعر العربى وفى القصائد التى غناها صباح فخرى من الحانه تشم عطر السنباطى وعبد الوهاب وزكريا احمد والقصبجى وان كان صوته الرخيم بمساحاته الشاسعة وأسلوبه فى الأداء يمثل حالة غير قابلة للتكرار أن صباح فخرى واحد من جيل عبقرى فى الغناء الرصين ضم كوكبة من الأصوات العربية ناظم الغزالى وعبدالمطلب ووديع الصافى .. لا أدرى اين هو الآن صباح فخرى قيل انه كان مريضا ومنذ أن اندلعت الحرب الأهلية فى سوريا غابت سوريا الفن وهى التى قدمت عشرات الأسماء اللامعة فى حديقة الغناء العربى سواء من انتقلوا إلى مصر أو من عاشوا فى بلاد الشام .. لقد بقى صباح فخرى مخلصا لمدارس الغناء العربى الرصين سواء انتقل من القصيدة إلى الادوار أو الاغانى العادية ولكنه كان حريصا فى اختيار كلماته وطريقة الأداء التى احبها دائما واحبها المستمع العربي.. يجب أن يتابع الأعلام العربى والمصرى خاصة احوال الفنانون السوريون الذين خرجوا من بلادهم أمام ظروف غياب الامن وعدم الاستقرار وفى مقدمة هؤلاء الفنانين السوريين ويكفى أن العالم العربى افتقد فى السنوات الأخيرة المسلسلات السورية والتى ملأت فراغا رهيبا لسنوات طويلة فى ساحة الفن العربى ابداعا وتميزا..من يعرف اين صباح فخرى يدلنا عليه.