العملية التي قام بها عمر متين الشاب الأفغاني المولود في نيويورك التي بررها الأب بغضب الإبن بعد مشاهدته لرجلين يتبادلان القبل أمام زوجته وإبنه ليس فقط تبرير غير مقبول على الإطلاق.، بل تؤكد تطرف أيدلوجي ’مدرّس سابقا عاش في خلايا نائمة مخزونة في الدماغ أيقظها هذا المشهد. وليس إنتماء لخلايا متواجدة على الأرض على إتصال مباشر مع التنظيم الداعشي تنتظر أوامرة للإنطلاق..خاصة وفي ظل تاكيد المسؤولون بأن ليس هناك من دليل على إرتباط مباشر بينه وبين الدولة المزعومة أو غيرها من الجماعات الإرهابية!!
مكالمته الأخيره مع خدمات الطوارىء الأميركية معلنا مبايعته للتنظيم ليست سوى دليل آخر على شيء من التعاطف الذي قد يحمله أي مسلم أينما كان مع التنظيم برغم ’بعده عنه بآلآف الأميال. بما يعني فشل نظام التعليم الغربي في إيصال قيمه الإنسانية لمواطنيه المسلمين حتى المولودين على أرضة وفشل المواطنة في توعية هذا الشاب بمزاياها التي لن يحظى بها في بلده الأصلي. وتغلّب ونجاح الأيدلوجية المزروعة في إيقاظ التطرف النائم..
ما فعله هذا الشاب ليس تلبية نداء إستغاثه البغدادي كما برره احد الكتاب. بل عمل إرهابي 100% مبني على أيدلوجية تتقبل تأويلات إيجابية وسلبية تبعا للزمان والمكان وتتناقض مع نفسها في اماكن كثيرة وبهذا تتغذى على أرواح أبناؤنا بتبريرات وكلمات مثل ولكن وربما وو.
لأن إستغاثة البغدادي تتنافى مع أي حق له في الإعانة وهو يقتل ويحرق الإنسان؟
القضاء على الإرهاب المنبثق من الأيدلوجية المتصلبة لن تهزمها كل الجيوش الأرض حتى الحديثة والمتطورة منها. القضاء عليها يجب أن يأتي أولآ من المؤسسات التي تدّعي انها مؤسسات دينية.. نعم إعادة كتابة و تفسير التاريخ الإسلامي وإصلاح الدين بناء على القيم العالمية والإنتقال بعقلية المسلم أينما كان في الشرق والغرب بإعلاء الرابط الإنساني بدون كلمات المنافقين والكافرين وأبناء القردة والخنازير!!! هذا التغيير ليس مسؤولية الدول الغربية بل مسؤوليتنا على الطرفين.. نحن المتواجدين في الغرب. وفي المنطقة العربية التي لن يبدأ بدون إصلاحات سياسية جذرية في المنطقة العربية تتنازل فيها الأنظمة الحاكمه عن حمايتها المبطنة للهيئات الدينية في عملية إصلاح جذرية تترافق مع إصلاحات في القضاء والتعليم لضمان التطور الحقيقي للمجتمع ليتواكب مع القرن الحادي والعشرين.. ويكون جزءا فاعلا من العالم. أما مسؤولية الدول الغربية التي أنا أحد مواطنيها.. فعليها إعادة النظر في سياساتها الداخلية مع مواطنيها القادمين الجدد وإلغاء تام للمدارس الدينية لكل الأديان.. ثم إعادة النظر في سياساتها الخارجية وعلاقتها مع الدول الإسلامية سلبا او إيجابا!!!
إعلان التنظيم بان هذا الشاب أحد أبناؤه ليس سوى كسبا لسبق صحفي آخر يبث الخوف والرهبه في نفوس الجميع في ذات الوقت الذي يؤكد فيه للمتعاطفين بأن النصر على الكفار بات وشيكا وقريبا.
السؤال الملح والذي يتطلب إجابة واقعية وصادقة هل نحن كبشر مسلمون نتقبل ما تقوم به داعش ضد المثليين وضد غيرهم من المختلفين سواء في مجتمعاتنا في المنطقة العربية أم الذين يعيشون في الغرب.. الإجابة الصادقة أننا نرفض فكر داعش. ثم تأتي ولكن؟؟؟؟ ولكنهم مثليون ولكنهم كافرون ولكنهم غير مؤمنون ولكنهم ملحدون؟؟؟
رفض المؤسسات الدينية تكفير هذه الدولة المزعومة يزيد من البلبلة الفكرية التي يمر بها المسلم أينما كان. وقد يؤكد أيضا بأن ليس هناك من عقيدة متطرفة وأخرى معتدله.. بل أن هناك خللا ما وآن الأوان لإخضاع كل شيء فيها للبحث العلمي الموضوعي للإصلاح..
المصدر ايلاف