“أوطان للبيع” !! ونحن في ربيع العمر و بداية نشأتنا السياسية(نهاية ستينيات القرن الماضي)، كنا نحلم باليوم الذي تقوى فيه الدولة السورية وتكون قادرة على تحرير المدن السورية التي احتلتها وضمتها تركيا العثمانية في عهد الانتداب الفرنسي ،مثل (نصيبين، ماردين ، مديات ، أنطاكيا ، لواء اسكندرون، وغيرها). لكن ها نحن في خريف العمر، وإذا بتركيا تحتل مدن وبلدات سورية جديدة ( الباب، جرابلس، اعزاز، عفرين) وهي تهدد باحتلال منبج وجميع المدن السورية على الشريط الحدودي حتى نهر الدجلة على الحدود العراقية، بما فيها نصيبين الجديدة(القامشلي).كم كنا واهمين ومضللين بالشعارات الوطنية للأنظمة القومجية العربية المستبدة والدكتاتوريات الفاسدة!!!.. ونحن في تصفيات (الربع النهائي) لعقول الشعوب المقموعة المهزومة ، تيقنا بأنه يستحيل على الأنظمة القومجية العربية الاسلامية اللاوطنية، التي حكمت مصر والعراق وسوريا، بعقلية الغازي المحتل المحتال، أن تحرر ارضاً (سورية أو عراقية أو مصرية ) ،
أغتصبها محتل ، اكان تركياً عثمانياً او اسرائيلياً ، او امريكياً أو روسياً أو ايرانياً فارسياً !!! . لا بل ثبت بما لا يترك مجالاً للشك، بأن أوطان “بلاد العرب أوطاني- الأوطان بشعوبها” هي معدة للبيع والمساومة والرهن ، لقاء الحفاظ على مكاسب وامتيازات الحكام !!
سليمان يوسف