يقال إن احد اهم اسباب الحروب الصليبية التي امتدت لقرنين عمليات الاضطهاد التي تعرض لها مسيحيو الشرق، فقد قام الخليفة الفاطمي آنذاك بحرق كنيسة القيامة بعد ان اسماها كنيسة القمامة في امر مشابه لحرق «داعش» لكنيسة الموصل التاريخية، كما اضطهد وأساء معاملة اصحاب الديانات الاخرى، ففرض على مسيحيي مصر والشام وضع صلبان خشبية ثقيلة على صدورهم طوال الوقت، كما فرض امرا مشابها على اليهود كدلالة على عبادتهم للعجل.
>>>
وصاحب ذلك اضطهاد الاتراك السلاجقة للحجاج الاوروبيين المسيحيين وهم في طريقهم الى بيت المقدس، كما قام الخليفة العباسي المتوكل على الله بأعمال مشابهة، وقد كان للملوك وقادة الكنيسة الاوروبيين ظروفهم الداخلية الخاصة فقد انتشرت آنذاك المطالبات بالاصلاح الديني، كما حلم امراء الأسر الحاكمة باراض ومقاطعات يحكمونها في الشرق الساحر المتقدم عندما كانت اوروبا تعيش عصورها المظلمة، لذا وجدوا ان تلك الحملات ستساهم في توحيد الملوك والشعوب وتبعد افكارهم عن المطالبات الاصلاحية.
>>>
والتحالف الذي دعا إليه الرئيس اوباما بعد ان تمادت «داعش» في اضطادها وتهجيرها لمسيحيي العراق وسورية واصحاب المذاهب والاديان الاخرى وتصويرها لجرائمها الكبرى وبثها للعالم اجمع، يشبه في جوانب قليلة منه تلك الحملات التي قاد البعض منها الملك البريطاني ريتشارد قلب الاسد، مع بالطبع فوارق رئيسية لا تخفى عن الاعين، حيث لا تنتوي الحملة الحالية إبقاء قوات التحالف في المنطقة، ولا تنتوي الاضرار بها كما حدث عندما قتل الصليبيون ما يقارب 60 الف مسلم ويهودي عند دخولهم لمملكة بيت المقدس، ومحاربة الحملة الحالية للاشرار بينما حاربت تلك الحملات الأخيار.
>>>
آخر محطة: 1- ان كانت هناك جهة يمكن لومها على الحملات العسكرية الجوية القادمة للمنطقة فهي قيادات «داعش» واعمالها وجرائمها لاغير.
2- في انتظار ظهور ارهابي داعشي اوروبي قاطع للرقاب، نتساءل: لماذا يتم زج اسم الخليفة الاول في عمليات الارهاب والقتل والتدمير؟ فالبغدادي لقب نفسه بأبي بكر، وزعيم باكو حرام المتوحشة لقب نفسه كذلك بأبي بكر وقبلهما اعلن ابو بكر باعشير مسؤوليته عن تفجيرات بالي.
نقلاً عن صحيفة “الأنباء”