الرئيس الأميركي يغامر في علاقاته مع دول الخليجي والإسلام المعتدل
اتهامات للرئيس الأميركي بالتراخي في معاملة النظام السوري لحل الأزمة
لندن – من حميد غريافي:
قد يكون الرئيس السوري بشار الأسد وبطانته, تمكنا لفترة أخرى, من تجنب غزو أميركي – غربي, وذلك بمساعدة روسية تحدث للمرة الثانية لدولة ما في العالم, بعد دعم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في الستينات بصواريخ نووية, كادت أزمتها تشعل حربا عالمية ثالثة, قبل أن تتراجع موسكو وتسحب تلك الصواريخ, إذ حسب ديبلوماسي فرنسي في لندن فقد “اختصر الاسد كل ما ارتكبه من مجازر وسفك دماء واستخدام الغازات السامة ضد المدنيين وحصره بموضوع الكيماويات, في معادلة جديدة من معادلاته المضللة هي: تسليم ترسانة الكيماويات مقابل وقف أي غزو لسورية, في حين ان المعادلة الحقيقية المطلوبة هي التنحي عن الحكم للشعب الثائر كشرط لعدم التدخل العسكري الدولي ضد النظام”.
وأضاف الديبلوماسي الفرنسي, أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون, ومن لف لفهم, “الذي ترددوا أساسا طوال أكثر من عامين, من الحرب السورية, كأن الاقتراح الروسي – السوري, بتسليم الكيماويات الى الامم المتحدة, نزل عليهم من السماء, فنسوا أن 1426 مواطنا سوريا فقط قتلوا بكيماويات الاسد في الغوطة أخيرا, وأصيب حوالي خمسة آلاف آخرين بمضاعفات الغازات السامة, فيما قتل نحو 150 الفا بصواريخه ومدافعه ودباباته وبراميله المتفجرة وقنابله الانشطارية والمسمارية, وأصيب عدد مضاعف, واختفى نحو 200 الف مواطن آخر لا يعرف مصير أحد منهم”.
وقال عضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بالكونغرس الأميركي “كنا راهنا على استدارة اوباما في اللحظة الأخيرة عن إعلانه بأنه ذاهب الى سورية عسكريا لتأديب الاسد ورفاقه, وقد ربحنا الرهان, كما كنا راهنا على اصدقائنا الانكليز بأنهم هذه المرة لن يصلوا معنا الى نهاية طريق الحرب ضد النظام السوري, لأنهم كانوا مشككين بنوايا الرئيس الأميركي, ويراهن العدد الكبير من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس العموم البريطاني, على أن الولايات المتحدة في عهديه السابق والراهن لم ولن تكون بمستوى الادارات الاميركية السابقة التي انتفضت لكرامة شعبها وحكامها ضد الارهابيين والأنظمة المارقة, مثل “طالبان” في افغانستان و”البعث” في العراق, وقبل ذلك في كوسوفو والبوسنة وغرانادا وبنما وسواها, ولو كان اوباما في الحكم خلال احداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن, لما كان فعل اي شيء ولما لحق بأسامة بن لادن وصدام حسين الى قواعدهما الارهابية فدمرها على رأسيهما”.
ونقل أحد أعضاء قادة الاغتراب اللبناني في العاصمة الاميركية عن عضو مجلس الشيوخ الأميركي قوله لـ”السياسة”, إن “رئيس البيت الأبيض غامر بكل علاقاته وعلاقات الولايات المتحدة المتينة بالاسلام المعتدل في الشرق الأوسط المتمثل بالمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الاخرى, وهي علاقات تاريخية مبنية على المصالح الأكثر حيوية في العالم الحر, كما غامر علنا بدعمه “الإخوان” المتطرفين ضد الشعب المصري المعتدل والحليف, عبر احتضانه وحمايته كل الفصائل الاسلامية السلفية والتكفيرية في سورية ومصر ودول أخرى, وخصوصا موقفه المستهجن من التخلي عن 20 مليون سوري معارض لنظام الاجرام والدم والتعصب الطائفي ضد الغالبية المسلمة المعتدلة طوال سنتين ونصف السنة من الثورة وامتناعه عن تسليح المعارضين, بل ومنع حلفاءه الاوروبيين والعرب والمسلمين من مدهم بأسلحة الدفاع عن النفس”.
وقال عضو مجلس الشيوخ “ان اوباما منذ تسلمه سدة الحكم قبل حوالي ست سنوات ارتكب نفس ممارسات التمويه والتأجيل والمماطلة والمسايرة مع النظام الايراني في ما يتعلق ببرنامجه النووي المتقدم, وكان دائما حتى الآن, يفسح في المجالات امام حصول (مرشد الجمهورية الإيرانية) علي خامنئي على هوامش من الأخذ والرد دون حسم في اي مفاوضات وكأنه, متواطئ او يعمل على امتلاك دولة الشر السلاح النووي, حسبما كرر الكثير من المسؤولين الاسرائيليين لنا في تل ابيب ولندن وواشنطن, وخصوصا انه لم يمارس فعلا اي ضغوط حاسمة لحمل طهران على التخلي عن ترسانتها النووية, كما فعلت الولايات المتحدة مع معمر القذافي في الثمانينات, وكما تحاول روسيا مع الأسد, حتى ولو بدا الأمر وكأنه ناتج عن ضغوط التهديدات الأميركية بالحرب, لأن رجل البيت الابيض كان لابد وأن يستدير في اللحظة الأخيرة قبل الوصول الى الانفجار على اي حال”.
وكشف النقاب عن أن مصادر في وزارة الدفاع “البنتاغون” ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”, “قالت لأوساط في الكونغرس أن الأسد وقع مرات عدة في دائرة المراقبة الحميمة, بحيث كان بالمقدور قتله وان قيادات عسكرية سورية مازالت في مواقعها العليا في النظام, أبلغت “الجيش السوري الحر” ومن ثم الاستخبارات الاميركية, عن تحركات الرئيس السوري مسبقا, كما كانت ابلغتها باجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة صهره آصف شوكت وقيادته العليا وأهم وزرائه في العام 2012, حيث تمت تصفيتهم, الا ان اوباما لم يعط الضوء الأخضر للذهاب قدما نحو الخلاص منه واغتياله, من دون أن يعلن لمساعديه الاسباب الحقيقية لذلك, كما ان حصول الاستخبارات على المعلومات التي أدت الى العثور على مخبأ بن لادن في باكستان قبل نحو عامين, لم تبلغ لاوباما الا قبل ساعات من اقتحام مقره, خشية ان يقدم الرئيس الأميركي على عرقلة او الغاء أوامر الاقتحام والاغتيال”.