يصيحون “يسقط يسقط حكم المفسد ” ويطول الصياح , لمن لن يسقط أبداً الا وهو مقيدً من يديه
يهتفون ويطيلون الهتاف ” ارحل , ارحل ” لمن لن يرحل أبداً الا و هو ممسوك من قفاه ..
يحاصرون مقرات ومكاتب , يقتحمونها . ويحطمون ما بها . والأصوب هو اعتقال : من بداخلها . و محاكمة سريعة , والانتفاع بالمباني وليس حرقها , ولا تدميرها .. هكذا تكون الثورات والثوار
يحرقون مجالس ومباني محافظات ومديريات . . بينما الصواب في الاستيلاء عليها , وتعيين من يديرونها .
سيارات تحمل ميليشيات ملثمة جاءت من وراء الحدود .
لمساعدة الخرفان علي قهر الشعب .. ولا يجدون من يسارع بالتصدي لهم مبكراً . واجبارههم علي العودة لبلادهم . قبل وصولهم للعاصمة !! بل سكوت تام حتي يجدوا الملثمين أمام مظاهرات الاشعب الثائر وجها لوجه : يضربونهم !… … ما هكذا الثورات والثوار
وناهيكم عن : (كيف عبرت تلك الميلشيات الحدود , والمفترض وجود جيش للوطن يحمي تلك الحدود !! )..؟ !!
وصول شحنة لأحد الموانيء مشتبة في انها أسلحة . لصالح نائب المفسد العام لجماعة الخرفان . ويراد اخراجها بدون تفتيش . وعمال التفريغ بالميناء يرفضون اخراجها . الا بعد التفتيش . ويجري استقدام عمال آخرين من ميناء آخر .!. وينتشر الخبر , ويتصور العاقلون وجود ثوار. جاهزين . للتصدي للشحنة وتفتيشها . وعند ثبوت احتوائها علي أسلحة. يصادرونها لصالحهم .
ولكن لا شيء من هذا قد حدث !. وكأن الهبّات الجسورة للثوار ليست سوي نوبات . تجيء ثم تذهب . مخلفة وراءها شهداء . ثم تعود النوبة من جديد لتقديم شهداء جدد .. وهكذا , وهكذا . بدون تحرير …!!
عندما حاصر البغال والثيران . المحكمة الدستورية . لمنعها من آداء عملها .. لم يتقدم أي فصيل من الثوار . لطرد هؤلاء الهمج . مثلما فعل بهم بواسل مدينة الاسكندر الأكبر- فلم تجد المحكمة الدستورية حماة لها ! و هي أهم الحصون القليلة الباقية , لشعب لا جيش له ولا شرطة ولا جهاز أمن . كلها ضده . و في خدمة أي حاكم . يجلس علي كرسي السلطة
يثور القضاة علي سرقة منصب النائب العام بواسطة الخرفان .. ويحاصرون المبني . ولا يجدون ثواراً يساندونهم ويحمونهم .. أين الثوار ؟! , وأين مليوناتهم !؟ وكيف لا يحمون حصنهم الأخير – القضاء – قبل انهياره !؟
والغريب انه بعد أخونة منصب النائب العام . تجد من المعارضين . من يذهبون اليه ليشكون له من الخرفان الذين عينوه ! – يبدو انهم نيام . أو تناوموا . فلا يدرون ما حدث بمنصب النائب العام ! –
لذا فعلي الجميع ألا يندهشوا ان حدث قريبا : اذا تقدم ناشط حقوقي أو سياسي معارض للمحكمة الدستورية أو المحكمة الادارية , أو لمكتب النائب العام … ببلاغ عن انحرافات وخيانات أو جرائم ارتكبها الخرفان .. فان شكواه لن تحفظ فحسب . بل سيقبض عليه من داخل المبني وسيرحل فوراً للمعتقل ., بتهمة الفتنة ومقاومة الحاكم = ونفس الشيء سوف يطول الاعلاميين
يقوم بعض ضباط الجيش . من حين لآخر باعلان انهم مع
الشعب ولن يسكتوا وسيعملوا ويعملوا .. وبعد ذلك لا حس ولا خبر ولا عمل .. ( وكأنها عمليات خداع ومناورات للتهدئة والتخدير ) ولعل عملية غلق أنفاق تهريب قوت وتموين شعب مصر الي غزة . بواسطة الجيش . هي عملية بسيطة محدودة – مناورة خداعية – لذر الرماد بالعيون . ولابراء ذمة الجيش أمام الشعب .. أو جزء من عمليات الصحو الكاذب ثم العودة للنوم . تلك النوبات التي تنتاب الجميع وفي مقدمتهم الثوار ! يبدو انه داء يمكن أن نسميه ب ” الصولة المؤودة بداخل الانسان المصري ” ..
الغريب .. أن الخرفان . الذين لا يفهمون في السياسة . يمارسون القذارة السياسية حق ممارسة . وبدقة ونجاح ..
والسياسيون الفاهمون ومنهم الثائرون . يمارسون مثاليات في السياسة ! ولا يعبأون بالاتحاد والنظام . ولا بدقة واحكام التسديدات . فلا يجنون سوي سقوطهم بين شهداء وجرحي ومصابين ومعذبين ومعتقلين ومسحولين أو مغتصبين , أو من تعرضن لذل الكشف عن العذرية , او لمهانة الاغتصاب الجماعي العلني بالميادين العامة !
أهكذا تكون الثورات والثوار !؟
يثور ضباط وأمناء شرطة . في مدن مختلفة ضد وزيرهم الخائن للشعب . الذي عينه زعيم الخرفان . ويعلنون الاضراب والعصيان .. ثم ينامون . ! …
يهب ثوار الالتراس .. ثم فجأة ينامون ! .
تظهر كتائب البلاك بلوك . وتهدد الخرفان و تتوعدهم , وترتفع معهم الآمال . ثم ينامون ! .. شقاوة شباب صغار هي ؟! أم زئير وهدير ثوار !؟
ولا يجد كل هؤلاء وأؤلئك من يوحِِّد ويرشِِّد مواقفهم ويوجه خطواتهم نحو عمل فعال . يحسم صراع الشعب ضد قرون خرفان الشعب
= قيادات المعارضة , هي تقليدية جداً , في ظروف استثنائية جداً . ظروف تحتاج لقيادات اسثنائية مثلهاً
كيف لثورة ألا تفرز قيادات تليق بالظرف التاريخي الذي تعيشه البلاد !؟ . ثوار كلهم جنود .. ولم يخرج من وسطهم قادة يوحدون كل التيارات والفئات الثائرة . في كل البلاد .
مظاهرات واضرابات وحشود مليونية لا تنتهي . ترهق اقتصاد شعب جوعان وتعبان . ولا تحسم الصراع . بينما الخرفان يزداد نفوذهم وتشتد قبضتهم احكاماً
أهكذا الثورات والثوار ؟؟
بورسعيد ثائرة وشعبها تراق دماؤه . ولكن كأن ثورتهم تجري بدولة أخري . وكأنها تختلف عن ثورة شعوب القاهرة وطنطا والمحلة والمنوفية والاسكندرية و .. و الخ . !!
لا معين لبورسعيد , ولا نصير .. ولا تنسيق ولا توحيد للجهود .. بينما الخرفان يدشنون تحالفات كثيرة مع شياطين الداخل والخارج . ويجلبون ملثمين لحمايتهم , واحتلال مصر . بعدما عجزوا عن تحرير فلسطينهم
ما هكذا الثورات والثوار …
الثوار لا يمتثلون للأمر الواقع . فالثورة تغيير . لا امتثال أومسايرة للواقع . عندما ظهرت تزويرات بلا حدود لانتخابات الرئاسة . كان يجب علي الثوار التصدي لتلك الانتخابات ووقفها . وفرض التحقيق العاجل في وقائع التزوير
واستبعاد المتورطين في التزوير لعدم ائتمانهم علي الحياة السياسية . ولكن لا موقف.. ! وكانت النتيجة فوز خرفان مصر برئاسة شعبها . وقيل انها نتيجة انتخابات حرة ! . وانها ارادة الشعب !
وامتثل الجميع للأمر الوقع , بمن فيهم الثوار – بمختلف تشكيلاتهم !!
عندما سمح العسكر , الطنطاويون . بقيام أحزاب دينية ( بل دبروا ورتبوا ذلك ) – تلك كانت البداية – . لم يحتج الثوار بشدة . ولا الناشطون الحقوقيون والسياسيون المعارضون .! …. وها هم والشعب . يحصدون
أهكذا الثورات والثوار !؟صلاح محسن فيسبوك