محافظات العوراق العظيم غارقة هذه الايام بمياه الامطار وفيضانات المجاري ولاينفع فيها كلام خادم بغداد ولا عسل الموسوي في الكلام ولا حتى قصيدة نزار قباني “اني اتنفس تحت الماء”.
صحيح ان تجارة “الجزم” ازدهرت هذه الايام الا ان احد شيوخنا الاجلاء وهو من سكنة ناحية السيبة شمال البصرة والمعروف بصراحته المطلقة قال امس” ان رب العزة يريد لنا الخير بهذه الامطار حتى لايفكر البعض في تحشيد المواكب الحسينية حفاظا على حياتهم.
وسمعه الناس فجرا امس وهو يدور في ازقة القرية مناديا:
ايها الناس في كل زاوية وناحية في العراق.
ايها الشرفاء من ابناء هذا الوطن.
ايها المسؤولين في المنطقة الخضراء.
الا يظهر فيكم من يقول لا والف لا لتلك الحشود التي تحيي طقوس شهر محرم في زمن الموت والرعب؟
ليس منّا من لايحب الامام الحسين.
ليس منّا من لايحترم الائمة وآل البيت.
ليس منّا من لايحترم هذا الشهر.
ولكن ليس منّا من يذهب الى الموت برجليه طائعا وكأنه يلتذ بما يفعل ويتمنى “الشهادة” على يد الارهابيين.
استثني الحكومة من أي اجراء لحماية الناس ، فالحكومة التي تخاف من الصور لايمكنها ان تخرج الى الناس وتقول بكل صراحة ان الارهابيين ينتظرون حشودكم الحسينية لنسفكم بكل مايملكون من قوة فهذه فرصتهم والمطلوب ان تؤجلوا المواكب الحسينية.
لاننسى ابدا فاجعة جسر الائمة.
ولاننسى تفجيرات الامامين العسكريين في سامراء.
وغيرها الكثير…
اذا ابعدنا الحكومة يمكننا بعد ذلك ابعاد مجلس “البرطمان” فهو اسوأ مؤسسة تشريعية شهدها العراق منذ تأسيسه لأن الذي يتحاور بالقنادر لاتهمه حياة الناس.
المسؤولون في العوراق العظيم قسمان: الاول يسرق ثم يسرق ثم يسرق ولا يشبع ، والثاني”سياسي تنبلخانة” ينتظر مراسلا في احدى القنوات الفضائية يومىء له باصبعه فيأتيه راكضا ليعلن باعلى صوته المذكور بالقرآن ان العراق نموذج للديمقراطية ويعيش مرحلة الرفاه والبنين و…,…. والسلام عليكم.
ننتظر غدا اخبار الموت، ونقرأ للمحررين الذين ابتدعوا مصطلحا غريبا في كتابة اخبار التفجيرات والواحد منهم يغار من الثاني الذي يقول”انتهت حصيلة التفجيرات لهذا اليوم باستشهاد(..) وجرح(…).
وكأن الواحد منهم ينقل اخبار بورصة نيويورك اوسباق الهجن في دول الخليج او حتى سباق الخيل(الريسسز) سيء الصيت في بغداد.
ولا ندري كيف ابتدعوا مصطلح “حصيلة” وكيف عبرت على المحررين المخضرمين!.
هذه “الحصيلة” سينكشف فيها عدد الشهداء فيها في هذه الايام خلال المواكب الحسينية وقد لاح بعضها في محافظتي بابل والبصرة امس والحبل على الجرار.
امام الموت المحتم لاتوجد خطوط حمراء وامام الارهابيين الملتذين برؤية الدماء لاتوجد عقول في ردعهم.
سيقول البعض”أخي بدون فلسفة رجاءا هذه الطقوس يجب ان نمارسها حتى ولو استشهدنا، ونحن ورثناها عن آبائنا واجدادنا وعليك ان تحترم الناس وتلتزم بالادب ولاتسفه ما نريد فعله”.
معاكم كل الحق ايها السادة، فالذي يلطخ نفسه بالدم والطين ويعتقد انه يؤدي واجب الاحترام لآل البيت لايمكن له ان يسمع غير كلام هؤلاء الذين يسيرونه كيفما يريدون.
اذن دعوهم يسرقوكم ايها السادة وينهبوا ثرواتكم ،ويشيعوا الفساد في مؤسساتكم و”يقشمرونكم” بالديمقراطية القادمة اليكم حتى تظلوا تغطسوا في الفيضانات واطفالكم مازالوا يبكون وهم يذهبون صباحا الى المدارس اذ عليهم ان يتسلقوا الجدران كالقرود خوفا من السقوط في المياه الراكدة.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر