سخر عبيد البوط العسكري من الرؤية الاقتصادية للقيادة السعودية ، و استهزءوا بالطرق التي ستنتهجها المملكة خلال الخمس عشر عاماً لايصال البلاد الى نمو اقتصادي مستدام بعيد عن الادمان على النفط و منتجاته ..
بعد ان استمعت الى رؤيا سلمان ، و استمتعت بتعليقات و مقالات مؤيدي الرؤى الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية لباني سوريا الحديثة ، أخذني خيالي الى جلسة صفاء و أنس قعد فيها ملعون الروح و الجسد حافظ الاسد في احد ليالي شتاء ١٩٧٠ ، و كيف حاك و خاط و نسج رؤيته العامة لسوريا التي استولى عليها من أصدقاءه قبل أعداءه :
سأجعل من سوريا واحة لقاطعي الطرق و المهربين من ابناء جلدتي ، و سأدعم معامل العلك لإشغال الناس بالعلاك الفاضي ، و سأمضي قدماً في تطوير مصانع المحارم لدعم حاجة الناس في البكاء سراً على واقعهم و علناً على النواح اثناء تشييع احد أفراد عائلتي ، و سأعمل كل ما يلزم لايصال الليرة السورية الى أدنى مستوياتها عن طريق الاستيلاء على المال العام ، و تخصيص عوائد النفط لإتخام حسابات عائلتي المصرفية في بنوك الدول الإمبريالية ، و سأقوم بدعم المشاريع الوهمية ، و تسهيل القروض الغير مُؤمَّنة لابناء طائفتي و حاشيتي ، و سأعمل جاهداً على تعيين الرجل الغير مناسب في المكان غير المناسب للكمش في رقبته و شراء ولاءه ، و سأقوم على تعميم فكر المقاومة و الممانعة الذي سيعطيني اكبر حيّز من الوقت لالهاء الشعب بالتحضير لمعركة وهمية لن تأتي أبداً ، و سأجهد لبيع فكرة حماية الأقليات دولياً ، و تخويف العالم من الأكثرية ، و تعويم النذل ، و تحطيم الشريف ، و إذكاء روح الانهزام عند الناس ، و تسخير طاقات البشر في معركة اللحاق برغيف الخبز ، كما و سأقوم بعلونة الجيش ، و أسلمة السجون ، و سأدعم حالة خوف المواطن من العسكري ، و العسكري من رجل الامن ، و رجل الامن منّي ، سأرفع اصنامي في كل مكان ، و سأمنع الصلوات في ثكنات الجيش ، و سأراقب المصلّين في المساجد ، و سأنزع اللفّة عن رؤوس المشايخ المؤمنين ، و سألف بها رقاب المشايخ المنافقين ، سأرفعهم الى المحارب ، و سأجبرهم على الدعاء لي في صلاتهم ، سأمنع الحجاب في موسسات الدولة ، و سأدعم انشاء كباريهات الليل.. سأعمل جاهداً على ترييف المدن ، و تحقير الريف ، و سأقوم بتهجير المزارع الى المدينة ، و ابن المدينة الى بلاد الله الواسعة ..
تستهزؤن من رؤية أهل المملكة اللي احتوت ميّات الألاف من الهاربين من رؤية آل الاسد ، و تتبارون بوصفهم بأفظع الاوصاف من بدو الصحراء الى عبيد الدولار ، و تنعتون مملكتهم بأنها مملكة الرمال ، و أنتم القابعين تحت حذاء عائلة حوّلت سوريا برؤيتها من مملكة النعيم الى مملكة الخوف و الصمت ..