إذا كانت الطائفية، القول: بأن الدستور السوري ذو صبغة طائفية اسلامية عنصرية، فأنا طائفي وبامتياز.
إذا كانت الطائفية، القول: بأن الدستور السوري ينتقص من حقوق المواطنة ومن المكانة الوطنية للمسيحيين ولغير المسلمين، فانا طائفي وبكل فخر.
إذا كانت الطائفية، القول: بأن النظام السوري مقاد “علوياً” فانا طائفي ودون تردد أو خجل.
إذا كانت الطائفية، القول: بأن الدولة السورية منذ استقلاها حُكمت وفق نهج اسلامي طائفي، فانا طائفي حتى إسقاط النهج الطائفي وإقامة حكم وطني.
إذا كانت الطائفية، الاشارة الى الممارسات والمظاهر الطائفية في المجتمع السوري، فانا طائفي حتى العظم.
إذا كانت الطائفية، الدفاع عن حقوق الطوائف والأقليات المستضعفة، فانا طائفي حتى الموت..
إذا كانت الطائفية، القول: بأن الصراع في سوريا له بعد طائفي/مذهبي/عرقي، فانا غارق في الطائفية.
إذا كانت الطائفية، القول: بأن النظام والمعارضات استجلبا “ميليشيات طائفية/مذهبية” تقاتل الى جانبه في هذه الحرب اللعينة، فأنا متمسك بطائفيتي.
إذا كان الطائفية، القول: بأن مسيحيي المشرق مهددين بالأحزمة الاسلامية الناسفة وبالإرهاب الاسلامي، فتهمة الطائفية وسام شرف افتخر به.
إذا كانت الطائفية، القول: بان آشوريي ومسيحيي سوريا والمنطقة وقعوا ضحية الأجندات الطائفية والسياسية والعرقية للآخرين، سأبقى طائفي حتى يُحصن المسيحيين من خطر هذه الأجندات.
طبعاً، الطائفية ليست كل ما سبق. الطائفية ليست قول الحقيقة. (الطائفية) هي ممارسة الأفعال الطائفية. النهج الطائفي والسكوت عن الطائفية أوصلا سوريا الى هذا الجحيم المميت . مناسبة هذا المنشور ، ان البعض ألغى صداقتي من صفحته بحجة أن كتاباتي مثيرة للفتن والأحقاد الطائفية وهي تساهم في تفتيت الدولة السورية. هذا البعض يزعم بأنه وطني ومع الوطنية ،ضد الطائفية. بيد أنه بهذه الشعارات يريدون التستر على (السياسة الطائفية لطائفتهم) والتهرب من مواجهة الحقيقة. هؤلاء ” الوطنيون” لا يجدون ولا يرون خطر كل هذا السلاح الطائفي الفتاك، الذي ينهش بجسد الوطن السوري منذ ست سنوات وأكثر، لكنهم وجدوا في منشوراتي خطراً على وحدة الدولة السورية.. لا أحد يزايد علي شخصياً، وعلى الآشوريين(سرياناً وكلدناً) وعلى المسيحيين عموماً ،في الوطنية السورية. فهم خميرة الوطن السوري وضميره الحي. الحرب السورية أكدت على هذه الحقيقة.
سليمان يوسف